31

Wanita Campur Tangan

تدخل‎ امرأة

Genre-genre

الفصل الثامن

كان هناك رجل واحد على متن سفينة «كالوريك» يكن له ونتوورث بغضا شديدا. كان اسمه فليمنج، ويزعم أنه سياسي من نيويورك. وحيث إن أيا من أصدقائه أو أعدائه لم يثبت أي شيء سيئ بشأنه، فيمكن الزعم أنه أشار إلى مهنته على نحو صحيح. وإذا سئل ونتوورث عن أكثر شيء يكرهه في الرجل، فربما كان سيقول رفعه المزعج للكلفة. بدا أن فليمنج يعتقد أنه رجل ظريف ولطيف، وكان معروفا على نحو كبير وسط طبقة معينة في غرفة التدخين. لقد كان سخيا بشدة في دعواته الآخرين لتناول الشراب معه، ودائما في جيبه علبة مليئة بأنواع السيجار الفاخر، التي كان يعطي منها بكرم شديد لمن حوله. وكانت لديه عادة ضرب أي رجل برفق وصخب على ظهره، ثم كان يقول له: «حسنا، أيها الصديق العجوز، كيف حالك؟ كيف تسير الأمور معك؟» وكان كثيرا ما يقول لمستمعيه إنه رجل صنع نفسه بنفسه؛ فقد ذهب لنيويورك وليس في جيبه سنت واحد، وانظروا الآن إلى ما وصل إليه من مكانة!

أبدى ونتوورث برودا تجاه الرجل؛ لكن البرود لم يكن له أي تأثير على المزاج المرح للسياسي الأمريكي.

قال فليمنج عندما ذهب إلى ونتوورث وشبك ذراعه بذراعه على نحو ودود: «حسنا، أيها العجوز! يا له من طقس جميل ذلك الذي نحظى به في وقت الشتاء!»

قال ونتوورث: «إنه جيد.» «جيد؟ إنه بديع! من كان سيعتقد، عند ترك نيويورك في عاصفة ثلجية كما فعلنا، أننا سنسير إلى هذا الربيع؟ أرجو أن تكون مستمتعا برحلتك، أليس هذا هو الحال؟» «بلى.» «حري بك أن تكون هكذا. بالمناسبة، لماذا أنت متحفظ بشدة هكذا؟ هل هذا طبعك أم أنك تبدو هكذا «في هذه المناسبة فقط»؟» «أنا لا أعرف ما تقصده بكلمة «متحفظ»؟» «أنت تعرف جيدا ما أقصده. لماذا تتظاهر بأنك جامد ورسمي جدا في تعاملك مع الآخرين؟» «أنا لا أكون أبدا جامدا ورسميا في تعاملي مع أحد إلا إذا كنت غير راغب في رفقته.»

ضحك فليمنج بصوت عال. «أعتقد أن هذا تلميح شخصي. حسنا، يبدو لي، إن كانت تلك الرغبة في الانعزال أصيلة فيك، أنك ستكون أكثر خوفا من مشاهير الصحافة أكثر من أي أحد آخر.» «لماذا تقول هذا؟» «لأنني لا أستطيع، على الإطلاق، أن أفهم لماذا تقضي الكثير من الوقت مع دولي ديمبل. أنا لا أعرف بالتأكيد لماذا هي هنا؛ لكنني أعرف الآتي: إنك ستظهر، دون أدنى شك، في نحو عمودين أو ثلاثة أعمدة في صحيفة «صنداي آرجوس».» «أنا لا أفهم ما تقصد.» «لا تفهم؟! إن الأمر واضح وضوح الشمس. إنك تقضي كل وقتك معها.» «أنا حتى لا أعرف عمن تتحدث.» «أوه، كن معقولا فيما تقول؛ فهذا غير مقبول تماما! هل من الممكن أنك لا تعرف أن الآنسة جيني بروستر هي تلك الفتاة التي تكتب مقالات الأحد هذه وتمهرها باسم «دولي ديمبل»؟»

تملك خوف غريب من ونتوورث عندما ذكر رفيقه صحيفة «آرجوس». تذكر أنها صحيفة جيه كيه ريفرز؛ لكن عندما قال فليمنج إن الآنسة بروستر مراسلة للصحيفة، أصابته دهشة شديدة.

قال متلعثما: «أنا ... أنا ... أنا لا أعتقد أنني فهمت تماما ما تقصد.» «حسنا، قصدي واضح بالقدر الكافي بحيث يمكن لأي أحد معرفته. ألم تقل لك هذه المعلومة؟ إذن، يبين هذا أنها تريد الإيقاع بك. إنك لست سياسيا إنجليزيا، أليس كذلك؟ أنت ليست لديك أي أسرار سياسية تريد دولي الحصول عليها، أليس كذلك؟ إنها أمهر فتاة في كافة أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية في اكتشاف ما لا يريد الرجل أن يعرفه أحد. هل تعرف أن وزير الخارجية ...» وأخذ فليمنج يسرد إحدى الخبطات الصحفية البارعة بشدة التي قامت بها دولي؛ لكن الشخص الذي كان يتحدث إليه لم يكن له عينان ولا أذنان. ولم يسمع شيئا ولم ير شيئا.

قال فليمنج، وقد اعتدل في وقفته وضرب برفق رفيقه على ظهره: «يا إلهي! يبدو أنك مذهول بشدة. أعتقد أنني ما كان يجب علي أن أكشف دولي على هذا النحو؛ لكنها تظاهرت طوال الرحلة بأنها لا تعرفني، لذا، قررت أن أنتقم منها. خذ بنصيحتي، وأي شيء لا تريده أن يظهر على صفحات الجرائد، لا تخبر الآنسة بروستر به، هذا كل ما في الأمر. هل تريد سيجارا؟»

رد الآخر على نحو آلي: «لا، شكرا لك.» «من الأفضل أن تدخل وتحصل على شراب.» «لا، شكرا لك.» «حسنا، إلى اللقاء. سأراك لاحقا.» «لا يمكن أن يكون هذا صحيحا ... لا يمكن أن يكون هذا صحيحا!» هذا ما كرره ونتوورث لنفسه في فزع شديد، لكن هاجسا داخليا حذره قائلا إن هذا في النهاية قد يكون صحيحا. أخذ يذرع المكان جيئة وذهابا مشبكا يديه خلف ظهره، وهو يحاول جمع شتات نفسه ... وتذكر ما قاله وما لم يقله. وبينما كان يسير هكذا، دون أن ينتبه لأحد، أثاره صوت رقيق آت من أحد الكراسي، وجعله يتوقف عن السير. «عجبا، سيد ونتوورث، ما خطبك هذا الصباح؟ تبدو كما لو أنك قد رأيت شبحا.»

Halaman tidak diketahui