21

Wanita Campur Tangan

تدخل‎ امرأة

Genre-genre

قالت إديث، ربما بصراحة أكثر من المعتادة منها، إنها لا تفكر على الإطلاق في الزواج، ومن ثم، فهي لا ترغب في الزواج من الرجل الذي بدا أن أباها قد اختاره لها. وردا على ذلك، لم يقل أبوها شيئا، لكن إديث كانت تعرفه جيدا وتعتقد أنه لا يمكن أن يغير رأيه بشأن هذا الأمر. إن دعوة أبيها لابن أخيه كي ينضم إليهما في هذه الرحلة تحديدا، أثبتت لها أن أباها يرى أن كل ما يحتاج إليه الأمر هو أن يقرب أحدهما من الآخر أكثر من ذي قبل؛ وعلى الرغم من التزامها الصمت حيال ذلك، فقد كانت تعتقد أن أباها ليست لديه فطنة في هذه الأمور مثل التي يبديها عند شراء شركة نامية. وقد كانت إديث في تعاملها مع ابن عمها شديدة التهذيب - تماما كما هو حالها مع أي شخص - لكنه لاحظ أنها تفضل البقاء بمفردها على مرافقته، وهذا ما جعله، رغم غضب السيد لونجوورث، يقضي معظم وقته في لعب الورق في غرفة التدخين، بدلا، بحسب رأي الرجل العجوز، من أن يتنزه على سطح السفينة مع ابنة عمه.

كان ابن عم إديث ويليام لونجوورث يشعر بالضيق بعض الشيء؛ لأنه كان يرى أنه شخص مناسب جدا للزواج، شخص تتطلع أي فتاة عاقلة إلى الاقتران به. إنه لم يدع على الإطلاق بأنه واقع بشدة في غرام إديث، لكنه كان يعتقد أن الزواج سيكون شيئا رائعا من كافة الجوانب. لقد قال في نفسه إن إديث فتاة جميلة، وإن مال عمه أمر بالتأكيد يستحق التفكير فيه. وفي واقع الأمر، بدأ يتمنى أن يتم الزواج، لكن نظرا إلى أنه لم ير حوله من يمكن أن يعتبره منافسا له، فقد كان ينظر إلى الأمر باعتباره محسوما لصالحه. لذا، كان يظهر للآنسة إديث أن سعادته ليست معتمدة بأي نحو على مرافقتها له؛ وكان يفعل هذا بقضاء وقته في غرفة التدخين ولعب الورق مع غيره من الركاب. كان من الواضح جدا لأي شخص يرى إديث، أنه إن كان هذا يلائمه، فهو يلائمها بالتأكيد؛ لذا، كانا نادرا ما يتقابلان في السفينة إلا على طاولة الطعام، حيث يكون مكان إديث بين أبيها وابن عمها. وقد جرى حوار واحد قصير بين الآنسة لونجوورث وابن عمها حول موضوع الزواج. تحدث هو عن الأمر بنبرة واثقة جدا باعتباره ترتيبا جيدا، لكنها قالت باختصار شديد إنها ليست لديها أي رغبة في تغيير اسمها.

قال ابن العم ويليام: «أنت لا تحتاجين إلى ذلك، فاسمي لونجوورث، وهو اسمك في الوقت نفسه.»

ردت: «هذا ليس مجالا للمزاح.» «أنا لا أمزح، عزيزتي إديث. أنا فقط أخبرك بما يعرف الجميع أنه صحيح. أنت بالطبع لا تنكرين أن اسمي هو لونجوورث، أليس كذلك؟»

ردت الفتاة: «أنا لا أقصد أن أنكر أو أؤكد أي شيء فيما يتعلق بهذا الأمر، وسأكون ممتنة بشدة لو لم تعد إلى هذا الموضوع ثانية.»

ونتيجة لذلك، عاد الرجل الشاب مرة أخرى إلى غرفة التدخين.

في هذه الرحلة، عرفت إديث الكثير عن المجتمع الأمريكي. وقد حببها الأمريكيون بشدة في بلدهم، وعلى الرغم من أن الطقس كان صعبا بعض الشيء، فقد استمتعت بشدة بالجولات التي كانت تتم بالزلاجات والفعاليات المختلفة التي يتيحها الشتاء لسكان أمريكا الشمالية. لقد ذهب أبوها وابن عمها إلى أمريكا لتفقد عدة مصانع للجعة كانت توجد في أجزاء مختلفة من البلاد، التي كان من المفترض دمجها في شركة واحدة كبيرة. لقد اتخذوا من إحدى مدن الساحل الغربي هناك مقرا لهم، وبينما كانت إديث تستمتع بوقتها بصحبة أصدقائها الجدد، زار الرجلان مصانع الجعة الموجودة في أماكن مختلفة من البلاد، التي رغم ذلك كانت قريبة من المدينة التي كانت تمكث فيها إديث. بدا أن مصانع الجعة كانت في حالة جيدة جدا، على الرغم من أن ابن عم إديث قال إن الجعة التي يخمرونها كانت أسوأ جعة ذاقها، وقال إنه لا يرغب في أن تكون له أي صلة بإنتاجها، حتى لو أدى إنتاجها إلى أرباح كبيرة. كان عمه قد تذوق الجعة المنتجة هناك، لكنه قصر نفسه على تناول الجعة الإنجليزية الجيدة المعبأة والمعتقة، التي ارتفع ثمنها، إن لم يكن جودتها، بسبب مصاريف النقل. ولكن كان هناك شيء في مزيج الجعة الذي يصنع هناك لم يعجبه، ومن الكلمات القليلة التي قالها عن الموضوع، أدرك ابن أخيه أن لونجوورث لن يصبح عضوا في اتحاد شركات الجعة الكبير المزعوم. كانت هناك نية للقيام برحلة إلى كندا، وكانت إديث تأمل في مشاهدة مدينة مونتريال في نسختها الشتوية؛ لكن تم التغاضي عن فكرة هذه الزيارة؛ بسبب قضاء الكثير من الوقت في الولايات الأمريكية الغربية. لذا، بدءوا رحلتهم إلى أرض الوطن، وكان لونجوورث العجوز يجلس قدرا كبيرا من الوقت على كرسيه على سطح السفينة، بينما كانت إديث تتمشى هناك بمفردها، وكان ابن عمها يقضي معظم وقته في غرفة التدخين. كانت هذه هي الفتاة التي ألقى بها القدر بين ذراعي جون كينيون.

الفصل الخامس

تنضج صداقات الرحلات البحرية بسرعة. ومن الصحيح أيضا بوجه عام أنها تختفي بسرعة مساوية؛ ففي اللحظة التي يضع فيها المرء قدمه على أرض صلبة، يبدو أن بهاء البحر يذهب عنه، وينسى بسرعة على الشاطئ الصديق الذي أقسم على الإخلاص لصداقته طوال العمر بينما كان على سطح السفينة. لم تفكر إديث لونجوورث في موضوع الطبيعة البريئة لصداقات الرحلات البحرية عندما تذكرت مشيها المبهج على سطح السفينة مع كينيون. لقد قابلت العديد من الأشخاص الظرفاء في أسفارها المتعددة، لكنهم أثبتوا جميعا أنهم مجرد معارف سفر، وكانت تجد الآن صعوبة كبيرة في تذكر أسمائهم. ربما ما كانت ستتذكر السيد كينيون ثانية في تلك الليلة لولا بعض الملاحظات الغبية التي رأى ابن عمها أن من المناسب إبداءها على طاولة العشاء.

سأل لونجوورث الشاب: «من كان ذلك الرجل الذي كنت تسيرين معه اليوم؟»

Halaman tidak diketahui