Imperium Islam dan Tempat-tempat Suci
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
Genre-genre
السبب واضح، فالفكرة التي أقامت هذه الأماكن فكرة خالدة، ولذلك تبقى جديدة أمام كل جيل جديد.
طبيعي أن يلتمس الناس لذكر الفكرة الخالدة مظهرا يبقى على الدهر أطول زمن، يستطيع الإنسان أن يضمن بقاءه عليه.
هذا هو السر في تشييد المصريين القدماء الأهرام والمعابد التي لا تزال باقية تشهدها أعيننا رغم مر السنين وكر القرون، إنهم شادوها رمزا لمعان باقية، فيجب أن يكون لها من حظ البقاء ما لهذه المعاني.
وقد بقيت آثار القدماء المصريين عمرا أطول من عمر المعاني التي قامت تخلدها، فحق أن تبقى الأماكن المقدسة عمرا يوازي عمر هذه المعاني الجليلة التي شادتها ، والتي لا يجيء عليها الزمان.
فإذا عجز الإنسان عن أن يقيم هذه الأماكن للخلود، فليقمها لتعمر على القرون ما استطاع علمه وفنه أن يحفظها خالدة على القرون.
ترى لو أن مسجد النبي العربي بالمدينة بقيت عمارته كما شاده عليه السلام، أفكان مقدرا له أن يبقى على وجه الزمان، أم أنه كان يعرض لأعاصير الحدثان مما شهدته الأيام وما لا تزال تشهده أعيننا؟
لذلك قوى عثمان بن عفان عمارته كما رأينا، وإن لم يفكر في زينته كما فكر عبد الملك بن مروان، وكما فكر المسلمون على القرون التي تعاقبت من بعده.
وما يقال عن مسجد النبي بالمدينة يصدق على غيره من الأماكن التي شيدت لتخلد فكرة عظيمة، بدأت كلها بسيطة بساطة الفكرة التي دعت إلى إقامتها. وأكثر الأفكار قوة أكثرها وضوحا وأكثرها لذلك بساطة؛ لذلك تنغرس في نفوس الناس وتستولي عليهم، فيزدادون شعورا بقوتها، فيزيدهم ذلك حرصا على تقوية الأثر الذي يذكرها.
ولما كانت الفكرة تتصل دائما برجل ألهمها أو أوحي إليه بها، فذكر هذا الرجل يتصل بذكر الفكرة العظيمة التي تنسب إليه، من ثم تقام للعظيم آثار كالآثار التي تقام لفكرته.
أشرنا إلى مسجد النبي العربي، هذا المسجد الذي أقامه النبي بسيطا، فجعله المسلمون من بعده مثال المتانة والجلال والجمال.
Halaman tidak diketahui