الإهداء
سيدي أبا عبد الله :
أرفع بكلتا يدي هذه الصحائف الوجيزة ، لأهديها إلى رفيع قدسك موقنا أني لست ممن يقوى على الرقي لأمثال هذه المعارج العالية ، أو تنفق بضاعته في مثل هذه السوق الغالية ، غير أني مستمسك بعروة هذه العترة الطاهرة ، ومتعلق بأغصان هذه الشجرة المباركة ، وأرغب جهدي في أن أحسب في عداد من أدركه الحظ بإسداء الخدمة إليهم. وهذا الذي بين يدي ما انتهى إليه عرفاني ، ووصل إليه علمي ، من الجمع والتأليف والتعليق وقيمة كل امرئ ما يحسنه ، فإن كانت فيه حسنة فهي منك وإليك ، وإن كانت فيه كبوة فتلك من قلمي الجموح ، ومن أولى منك بالإقالة من العثرات ، وقلما يسلم منها أحد مثلي ، وما أملي إلا أن تمن بابتياع هذه البضاعة المزجاة من وليك ، وثمنها القبول ، وما أغلاه من ثمن.
Halaman 5