191

واعترف بدسه الأحاديث الكاذبة في أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكفى في معرفة حاله هذه المناظرات ، وقد قتل على الإلحاد كما قتل صاحبه ابن المقفع (1).

فمن تلك المناظرات أنه كان يوما هو وعبد الله بن المقفع في المسجد الحرام فقال ابن المقفع : ترون هذا الخلق وأومأ بيده الى موضع الطواف ما منهم أحد أوجب له اسم الانسانية إلا ذلك الشيخ الجالس يعني أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام وأما الباقون فرعاع وبهائم ، فقال له ابن أبي العوجاء : وكيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء ، فقال : لأني رأيت عنده ما لم أره عندهم ، فقال ابن أبي العوجاء : لا بد من اختبار ما قلت فيه منه ، فقال له ابن المقفع : لا تفعل فإني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك ، فقال : ليس ذا رأيك لكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إياه هذا المحل الذي وصفت ، فقال ابن المقفع : أما اذا توسمت علي فقم إليه وتحفظ من الزلل ولا تثن عنانك الى استرسال فيسلمك الى عقال ، وسمة ما لك وعليك ، فقام ابن أبي العوجاء فلما رجع قال : ويلك يا ابن المقفع ما هذا ببشر وإن كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء ظاهرا ويتروح اذا شاء باطنا فهو هذا ، فقال له : كيف ذلك؟ فقال : جلست إليه فلما لم يبق عنده أحد غيري ابتدأني فقال : إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء وهو على ما يقولون يعني أهل الطواف فقد سلموا وعطبتم ، وإن يكن الأمر كما تقولون ، وليس كما تقولون ، فقد استويتم

Halaman 194