146

تراجمهم ، الى نظائر هذه الكتب الجليلة.

ونحن الآن نوافيك بشيء مما جاء عن الصادق عليه السلام في بعض هذه الاصول.

الوجود والتوحيد :

إن للصادق عليه السلام فصولا جمة في التدليل على وجوده ووحدانيته تعالى ، منها توحيد المفضل ، وهو الدروس التي ألقاها على المفضل بن عمر الجعفي الكوفي أحد أصحابه الذين جمعوا بين العلم والعمل ، ورسالته المسماة بالاهليلجة ، المروية عن المفضل أيضا ، غير أن التوحيد أخذه منه شفاها ، والرسالة رواها مكاتبة وهاتان الرسالتان وإن كانتا مقطوعتي السند غير أن البيان يفصح لك عن صدق النسبة ، ولو لا أن نخرج عن خطتنا المرسومة لأتينا بهما جميعا مع بعض التعاليق الوجيزة ، غير أننا نأتي بشيء منهما لئلا يخلو هذا السفر من تلك العقود النفيسة.

توحيد المفضل :

سمع المفضل ابن أبي العوجاء والى جانبه رجل من أصحابه في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهما يتناجيان في ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويستغربان من حكمته وحظوته ، ثم انتقلا الى ذكر الأصل فأنكر وجوده ابن أبي العوجاء وزعم أن الاشياء ابتدأت بإهمال ، فأزعج ذلك المفضل فلم يملك نفسه غضبا وغيظا ، ثم أنحى عليه يسبه ، وبعد مناظرة جرت بينهما قام المفضل ودخل على الصادق عليه السلام ، والحزن لائح على شمائله ، يفكر فيما ابتلى به الاسلام وأهله من كفر هذه العصابة وتعطيلها ، فسأله الصادق عليه السلام عن شأنه

Halaman 149