122

ومن آثار مجيئه إلى العراق إشادته لموضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام ودلالته خواص الشيعة عليه ، وكان اكثرهم لا يعلمون موضعه على اليقين ، سوى أنه على ظهر الكوفة في النجف لأن أولاده جهدوا في إخفائه خوفا من أعدائه فصارت الشيعة تقصده زائرين ، وكان الصادق عليه السلام يصحب في كل زيارة بعض خواص أصحابه ، وهو الذي أمر صفوان بن مهران الجمال بالبناء عليه.

وقد ذكر شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي في كتابه التهذيب ، في كتاب المزار منه ، في باب فصل الكوفة عدة زيارات للصادق عليه السلام .

كما ذكر مثل ذلك الشيخ الكليني طاب ثراه في الكافي ، والسيد ابن طاوس في فرحة الغري ، والمجلسي في مزار البحار وهو الجزء الثاني والعشرون ، والشيخ الحر العاملي في وسائل الشيعة في كتاب المزار الجزء الثاني إلى كثير غيرهم.

ونحن نورد لك بعض تلك الزيارات والدلالات منه ، قال الشيخ أبو جعفر الطوسي : إن الصادق عليه السلام زار قبر أمير المؤمنين عليه السلام عدة مرات ، منها يوم أقدمه السفاح الحيرة ، ومنها ما يرويه عبد الله بن طلحة النهدى (1) يقول : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ثم قال فمضينا معه حتى انتهينا إلى الغري فأتى موضعا فصلى فيه.

وذكر أيضا مجيئه مرة اخرى من الحيرة ومعه يونس بن ظبيان (2) ودعا عند القبر وصلى وأعلم يونس أنه قبر أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن كان يونس لا يدري أين هو سوى أنه في الصحراء.

Halaman 125