356

Ilzam Nasib

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب

فقلت : هذه المحنة بيني وبين جعفر بن علي ، فحملت المال وخرجت حتى دخلت بغداد ، فأتيت حاجز بن يزيد الوشاء فسلمت عليه وجلست قال : ألك حاجة؟ قلت : هذا مال دفع إلي لا أدفعه إليك حتى تخبرني كم هو ومن دفعه إلي فإن أخبرتني دفعته إليك.

قال : يا أحمد بن أبي روح توجه به إلى سر من رأى ، فقلت : لا إله إلا الله لهذا أجل شيء أردته ، فخرجت ووافيت سر من رأى فقلت أبدأ بجعفر ، ثم تنكرت فقلت : أبدأ بهم فإن كانت المحنة من عندهم وإلا مضيت إلى جعفر ، فدنوت من دار أبي محمد فخرج إلي خادم فقال : أنت أحمد بن أبي روح؟ قلت : نعم.

قال : هذه الرقعة اقرأها فإذا فيها مكتوب : بسم الله الرحمن الرحيم يا ابن أبي روح أودعتك عاتكة بنت الديراني كيسا فيه ألف درهم بزعمك ، وهو خلاف ما تظن وقد أديت فيه الأمانة ولم تفتح الكيس ولم تدر ما فيه ، وفيه ألف درهم وخمسون دينارا ومعك قرط زعمت المرأة أنه يساوي عشرة دنانير صدقت مع الفصين اللذين فيه ، وفيه ثلاث حبات لؤلؤا شراؤها عشرة دنانير ويساوي أكثر ، فادفع ذلك إلى خادمتنا فلانة فإنا قد وهبناه لها ، وصر إلى بغداد وادفع المال إلى الحاجز وخذ منه ما يعطيك لنفقتك إلى منزلك ، وأما عشرة الدنانير التي زعمت أن أمها استقرضتها في عرسها وهي لا تدري من صاحبها ، بل هي تعلم لمن ، هي لكلثوم بنت أحمد وهي ناصبية ، فتحرجت أن تعطيها وأحبت أن تقسمها في أخواتها ، فاستأذنتنا في ذلك فلتفرقها في ضعفاء أخواتها ، ولا تعودن يا ابن أبي روح إلى القول بجعفر والمحنة له ، وارجع إلى منزلك فإن عمك قد مات ، وقد رزقك الله أهله وماله ، فرجعت إلى بغداد وناولت الكيس حاجزا ، فوزنه فإذا فيه ألف درهم وخمسون دينارا فناولني ثلاثين دينارا وقال : أمرت بدفعها إليك لنفقتك ، فأخذتها وانصرفت إلى الموضع الذي نزلت فيه ، وقد جاءني من يخبرني أن عمي قد مات وأهلي يأمروني بالانصراف إليهم ، فرجعت فإذا هو قد مات وورثت منه ثلاثة آلاف دينار ومائة ألف درهم (1).

** المعجزة السادسة عشرة :

خرقة ، منها دينار شامي فوافيت الباب ، وإني لقاعد إذ خرج إلي جارية أو غلام الشك من الراوي قال : هات ما معك؟ قلت : ما معي شيء ، فدخل ثم خرج وقال:

Halaman 364