الفصل ٢
فوائد القواعد الفقهية(١)
لدراسة القواعد الفقهية وتطبيقها فوائد عدة ومنافع جمة. وهذه الفوائد والمنافع تتوزع وتتنوع بحسب مجالات القاعدة، كالمجال القضائي والجنائي والاجتهادي والدراسي، وبحسب المتعامل مع القاعدة، كالدارس والمدرس لها، والمجتهد فيها والمستنبط منها، والمفتي الذي يفتي في ضوئها، والمنظر والمفكر على وفقها.
ويمكن إجمال هذه الفوائد فيما يلي.
الفائدة ١ : تجميع الفروع الفقهية المتشابهة في سلك واحد، ونظم واحد، وذلك بغرض تسهيل حفظها واستحضارها، وإدراك الروابط والمعالم بينها. ومثال ذلك: قاعدة (اليسير معفو عنه)(٢)، فإن من فروع هذه القاعدة:
-أن يسير الدم معفو عنه، فلا يوجب على المكلف غسله، ولا يمنع الصلاة، ومن ذلك الرعاف القليل في الصلاة، فإن المصلي يفتله بأصابعه
(١) جرت عادة كثير من الباحثين على بيان هذه الفوائد وإبرازها، وهي في مجملها معلومات مكررة ومكملة لبعضها، وما سأفعله في هذا الصدد هو تقرير ما ذكره هؤلاء الأفاضل مع بعض الإضافة والتعليق. وينظر على سبيل المثال: قواعد الباحسين: ص١١٧.١١٤، وقواعد المقري: قسم التحقيق والدراسة: ١١٥،١١٢/١، وشرح القواعد السعدية: الزامل: ص٧، و القواعد والضوابط المستخلصة من التحرير للحصيري: الندوي: ٠١١٣٫١١٢
(٢) المنتقى: الباجي: ١٨٠/٢.