97

وهي عذاب يآل عاد فاعلموا

فوحدوا الله لكي ما تسلموا

ثم استجيروا بالنبي هود

نبي رب واحد معبود

فقد أتاكم عن قريب داهيه

فليس نبقي منكم من باقيه

وأقل ما يقال في هذه الأبيات أنها بلغة ما قط نطق بمثلها قوم عاد بل هي دون لغة بني الجاهلية المشهور شعرهم بيننا.

وليست أمثال هذه الرواية بالشيء المذكور إزاء الشعر العربي المنسوب إلى قدماء الأعاجم، ثم إلى آدم أبي البشر، وأمنا حواء ثم إلى الملائكة وإبليس وأشباه هذا مما هو غير خليق بالذكر، ولا يجدر بالكاتب أن يتكلف عناء الإشارة بإطراحه، على أنه يجب التنبيه أن جهابذة كتاب العرب عموما قد أنكروا على العامة القول بصحة إسناد هذه الروايات. ومن كلام ابن عباس: «من قال أن آدم قال الشعر فقد كذب على الله ورسوله».

أصله

لكن الكتاب كسائر الناس يندفعون بسائقة الطبيعة إلى التطلع إلى أصل كل مجهول، فلما بحث كتاب العرب في الشعر بحثوا في أصله، وجعل كل منهم يستخرج حجة مما يحسنه له اجتهاده، فقال قائل منهم: «أول من هذبه عدي بن ربيعة، واستنبط من لقبه دليلا فقال: إنه لقب بالمهلهل؛ لأنه أول من هلهل الشعر وقصد القصائد، وقال الغزل». وذهب بعضهم إلى أن أول شعراء العرب هو ربيعة، وقيل بل هو مضر، وصعد آخرون إلى ما وراء ذلك الزمن بأحقاب، فقالوا بل هو عاد أبو القبيلة المشهور، وقيل بل ثمود، وقيل بل حمير، وأمثال هذه الأقوال مما لا يتجاوز الأساطير الموضوعة ويأباه العقل، ويعجز النقل عن إثبات شيء منه.

Halaman tidak diketahui