Tuhan Mengemukakan Peletakan Jawatan dalam Mesyuarat Puncak
الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة
Genre-genre
هكذا أصبحت المؤلفة أستاذة زائرة في جامعة ديوك، تلتقي بالطلبة والطالبات مرتين في الأسبوع، تدرس تناقش معهم رواياتها ومنها رواية سقوط الإمام، منذ عشرين عاما بدأت هذه الرواية في خيال المؤلفة، كتبتها أول الأمر على شكل مسرحية، كان «الإمام» بطل المسرحية يظهر أحيانا على شكل رئيس الدولة «السادات»، وفي أحيان أخرى يرتدي ثياب الرب الأعلى ويجلس على عرش السماء. لم تكن القوانين تسمح بتجسيد شخصية الرب الأعلى فوق خشبة المسرح، الأنبياء أيضا شخصيات مقدسة لا تظهر صورهم ولا يمكن تجسيدهم في أعمال مسرحية، شخصية رئيس الدولة تدخل أيضا ضمن الشخصيات المقدسة. وكان السادات يرأس الدولة والحكومة معا والجيش والحزب الحاكم، أيضا والعائلة، أعطى نفسه لقب «رب العائلة» ثم أصبح للحكومة رئيس آخر يسمونه «رئيس الوزراء»، وهو شخصية بشرية يخضع للنظام الديمقراطي أو التعددية الحزبية، يمكن أن يتلقى النقد من الأحزاب المعارضة بصفته المسئول عن أخطاء الحكومة وشرورها، أما رئيس الدولة غير مسئول عن الشر، إنه مسئول فقط عن الخير مثل الله سبحانه وتعالى، أما الشر فهو مسئولية شخص آخر هو الشيطان، أو إبليس، أو رئيس الحزب المعارض، أو رئيس الحكومة، أو رجل آخر أو امرأة تكتب رأيها بحرية؛ هذا هو كبش الفداء، الذي يطرد من منصبه أو يذبح أو يهدد بالذبح كما حدث لإسماعيل ابن سيدنا إبراهيم، وستنا حواء التي حملت عبء الخطيئة الكبرى وحدها.
لم يكن لمثل هذه المسرحية أن ترى النور. كتبتها المؤلفة في ظلمة الليل بالحبر السري أو الحبر الأبيض، لا يمكن أن تظهر الحروف فوق الورق وإلا أصبحت المؤلفة في خبر كان، يصدر الحكم بإعدامها والجريمة هنا مضاعفة؛ تجسيد الرب الأعلى قدس الأقداس على خشبة المسرح! هذا أمر لم يحدث في التاريخ القديم أو الحديث. ربما أمكن تشخيص بعض رؤساء الدول بعد موتهم، لكن شخصية الله سبحانه وتعالى لا يمكن أبدا أن تظهر على المسرح، وإلا انهار الكون وسقطت السماء على الأرض.
من شدة الرعب كومت المؤلفة أوراق المسرحية في صفيحة جاز فارغة وأشعلت فيها النار، ثم جلست إلى مكتبها وبدأت تكتب رواية من وحي المسرحية المحروقة اسمها «سقوط الإمام». في هذه الرواية لم تظهر شخصية الرب الأعلى إلا من وراء الستار، بل إن حارس الجنة سيدنا رضوان عليه السلام ظهر في مشهد واحد، وكان مجرد الوسيط بين الإمام الواقف عند باب الجنة والرب الأعلى، الذي عرفنا أنه دخل الجنة (دون أن نراه بالطبع).
رغم كل هذا الحرص دخل اسم المؤلفة «قائمة الموتى».
جلست في بيتها تفكر ماذا يمكن أن يحدث لها لو أنها جعلت الرب الأعلى مرئيا؟! بمعنى آخر ماذا يحدث لها بعد دخولها قائمة الموتى؟! كانت تعرف أن بعد الموت هناك الجنة أو النار أو اللاشيء. لماذا لا تكتب المسرحية إذن والموت نهاية المطاف؟!
أصبحت هذه المسرحية تلح عليها في النوم واليقظة، أهو إبليس كان يوسوس لها بالمسرحية؟! تريد أيضا أن تجسد هذه الشخصية على الخشبة. يمكن أن تعمل ذلك دون أن تتعرض للموت، وبشرط أن تجعل إبليس هو المسئول عن الشر، ولم يكن في إمكانها أن تفعل ذلك. رأت المؤلفة في شخصية إبليس جوانب إيجابية لا بد أن تظهر في المسرحية، كان أكثر الملائكة توحيدا لله؛ فهو الوحيد الذي رفض أن يركع لغير الله، واعترض على الله حين أمره بالركوع لآدم. هذه الفكرة خطرت للمؤلفة وهي طفلة في السابعة من عمرها، حين قرأت قصة آدم وحواء في كتاب الله. كانت الطفلة تكبر بالطبع وتقرأ أكثر وأكثر في كتب الله الثلاثة. كلما أوغلت في القراءة تجسدت أمامها شخصيات الأنبياء، على رأسهم سيدنا إبراهيم بالطبع، يليه سيدنا موسى، ثم سيدنا عيسى، ثم سيدنا محمد، وسيدنا آدم، وستنا حواء وستنا مريم، وفرعون وزوجة فرعون، وإبليس، والله سبحانه وتعالى الرب الأعلى، عند هذه الشخصية الأخيرة كانت تتوقف عن الكتابة. أربعون عاما مرت من عمرها وهي تكتب، لا تستطيع أبدا أن تقترب من هذه الشخصية، مع أنها الشخصية الرئيسية في جميع الأحداث؛ هي الأصل والسبب الأول، هي مصدر الأوامر، هي التي تحكم وتوقع العقاب أو الثواب، هي كل شيء وهي في كل مكان، ومع ذلك لا بد أن تكون مختفية وغير مرئية وغير موجودة أمام الناس. تركت المؤلفة المسرحية وكتبت رواية اسمها براءة إبليس، هكذا دخل اسم المؤلفة في عدد من قوائم الموت وليس قائمة واحدة.
وفي ليلة الرابع من أكتوبر 1996 دعيت المؤلفة إلى منزل الدكتور بروس لورانس، أستاذ بالجامعة، ورئيس القسم الديني، وزوج الدكتورة ميريام كوك، كانت الدعوة تشمل العشاء مع مشاهدة مسرحية يمثلها مجموعة من الطلبة والطالبات، درسوا الدين على يد الدكتور بروس لورانس، وضمن الكتب المقررة عليهم كانت روايتا «سقوط الإمام» و«براءة إبليس»، ومن هاتين الروايتين استوحى الطلبة والطالبات مسرحيتهم.
قبل بداية المسرحية كان طالب يقوم بدور الراوي، قال: إن تجسيد الله أو الرب الأعلى على المسرح كان مستحيلا، ليس خوفا من دخول النار بعد الموت، وإنما هو عجز الخيال البشري عن تصور الله أو الروح أو الهواء أو اللاشيء داخل جسد مادي من لحم ودم يتحرك فوق المسرح؛ كيف يكون شكل هذا الجسم؟ كيف يكون حجمه بالنسبة للشخصيات الأخرى؟ ماذا يكون لون بشرته؟ بيضاء مثل كلينتون رئيس أمريكا أم سوداء مثل الزنوج في نورث كارولينا؟ وإذا أصبح الله أسود البشرة فماذا يكون لون الشيطان؟! هكذا حذفت شخصية الله من المسرحية، ولم يتجسد منها شيء فوق الخشبة إلا الصوت، صوت الله فقط سمعناه بصوت أحد الطلبة المختفي وراء جدار.
بعد انتهاء المسرحية عادت المؤلفة إلى شقتها الصغيرة في شارع دوجلاس بمدينة ديرهام بولاية نورث كارولينا. كانت الساعة الحادية عشرة ليلا. ارتدت قميص النوم إلا أن النوم لم يأت؛ أشياء تدور في رأسها مثل خلية نحل، شخصيات في مسرحيتها القديمة تبعث من الموت، يدبون بأرجلهم على الخشبة، تسمع الدبيب في رأسها، أخذت حماما ساخنا لتطردهم دون جدوى، لم يكن أمامها إلا أن تنهض. أمسكت القلم وأخرجتهم من رأسها إلى الورق، كم ساعة جلستها تكتب تلك الليلة من أكتوبر؟ حين رفعت رأسها من فوق الورق كانت الساعة الواحدة ظهر اليوم التالي 5 أكتوبر 1996، ثلاث عشرة ساعة كتبت فيها المسرحية دون أن تتحرك من مقعدها.
عن شخصيات المسرحية الرئيسية
Halaman tidak diketahui