Tuhan Mengemukakan Peletakan Jawatan dalam Mesyuarat Puncak
الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة
Genre-genre
العائلة مثل الدولة مجموعة ولا بد لها من قائد واحد، يتخذ القرار النهائي حين يختلف الأفراد، وكان لا بد لآدم أن يكون هو القائد يا سيدة حواء؛ لأنه أطاعه وفهم أوامره أكثر منك، وكنت أنت عاصية أكثر منه وأقل طاعة لله؛ لهذا رأى الله أن يفرض عليك طاعة زوجك؛ لأنك إذا أطعت زوجك أطعت ربنا الأعلى.
حواء :
معنى ذلك أن ربك الأعلى عجز عن أن يفرض طاعته علي مباشرة، ففرض علي الطاعة من خلال زوجي، ثم فرض «قانون الطاعة» على جميع النساء في العالم، وجعل الرجل وصيا على المرأة وعلى أخلاقها وشرفها وعذريتها وإخلاصها الزوجي، وأعطى للزوج سلطة مراقبة أخلاق زوجته وإخلاصها له، لكنه لم يعط الزوجة هذا الحق، بل شرع الخيانة الزوجية للرجال عن طريق تعدد الزوجات أو تعدد الجواري ومن ملكت أيمانهم، كل ذلك لأنني أنا حواء الآثمة دون أن أقترف أي إثم، بل إنني السبب الأول لاستمرار البشرية. (صمت يدب في القاعة، الرجال مطرقون يفكرون.)
سيدنا رضوان :
السبب الأول لاستمرار البشرية هو ربنا الأعلى سبحانه، وإن شاء الله لانقرض البشر جميعا، لكنه أراد للبشرية الاستمرار وجعل آدم وحواء أداته لتحقيق إرادته، وهذا حقه المطلق علينا نحن عبيده؛ فهو الذي خلقنا وعلينا أن نعبده ونطيعه؛ فهو أعلم منا، وقد عرف ربنا الأعلى أن الرجال أكثر طاعة له من النساء؛ ولهذا خاطب الرجال وهذا أسهل له من مخاطبة الجنسين، ثم إن فرض زوج واحد على المرأة ضروري، حتى يعرف الأب ولا تختلط الأنساب، لكن تعدد الزوجات لا يؤدي إلى خلط الأنساب لأن الأب واحد.
بنت الله :
هذا يا سيدنا رضوان حين تكون الأنساب أبوية، لكن إذا كان النسب للأم لم تكن هناك مشكلة، وهناك بلاد كثيرة في العالم اليوم تنسب الأطفال لأمهاتهم أو تنسبهم للأم والأب معا. إن تجاهل اسم الأم ليس إلا استمرارا لتجاهل حق المرأة في التاريخ. وفي الحضارات الأموية السابقة على ظهور الإله الذكر الواحد، كان الأطفال ينسبون للأم؛ وعرفنا الإلهة معات إلهة العدل، وإيزيس إلهة المعرفة؛ ولهذا عرفت في التاريخ النساء العارفات، أطلق عليها «العرافة»، كان يلجأ إليها الملوك والأباطرة القدامى يسألونها عن الغيب. في شمال أفريقيا كان اسمها «ديهار»، لكن اسمها أسقط في التاريخ كما أسقط أسماء النساء الحكيمات اللائي أطلقن عليهن الساحرات، وحرقن في العصور الوسطى لاتهامهن بالشيطنة أو تحدي الكنيسة، ومن النساء العربيات القديمات كانت زرقاء اليمامة هي العرافة، ترى ما لا يراه الآخرون، وعفيراء والزبراء من بني رئام، التي أنذرتهم بهجوم أعدائهم عليهم، وقالت كلاما شعرا لا يقل إعجازا في البلاغة عن القرآن، قالت الزبراء لبني رئام «واللوح الخافق، والليل الغاسق، والصباح الشارق، والنجم الطارق، والمزن الوادق، إن شجر الوادي ليأدو ختلا، ويحرق أنيابا عصلا، وإن صخر الطود لينذر تكلا، ولا تجدون عنه معلى.» وكانت بلقيس ملكة سبأ، والعرافة المرأة هي التي تنبأت بكارثة سد مأرب. لكن يا سيدنا رضوان انقلب التاريخ رأسا على عقب، منذ تولي ربك الأعلى العرش؛ فقتل الأم الكبرى وسماها الزانية الكبرى في بابل، وأصبحت العرافة أو إلهة المعرفة هي الآثمة الشريرة، وهي الجاهلة الناقصة العقل والدين. وفي عالمنا اليوم تحرم المرأة من الكلام لأن صوتها عورة، ووجهها عورة في بلاد كالسعودية، ولا يحق لها الانتخاب أو الترشيح في الكويت، ولا تستطيع أن تجدد جواز سفرها بدون إذن زوجها في مصر. وفي الغرب يا سيدنا رضوان في أمريكا وأوروبا، لا تزال المرأة خاضعة لزوجها ولا تحصل على أجر عن عملها مثل الرجل، وتعاني أغلب النساء في العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا من الفقر، إلى حد أن أطلقت الأمم اصطلاحا جديدا اسمه تأنيث الفقر. وهناك شيخ معروف في مصر اسمه الشيخ الشعراوي، يعتبر نفسه مندوب ربك الأعلى على الأرض، إليه تلجأ النساء الفنانات لإعلان التوبة إلى الله، وهجرة عملهن الفني باعتبار أن صوت المرأة في الغناء حرام، وظهورها على المسرح حرام، أو شاشة السينما والتليفزيون، بل إنه يحرم الموسيقى ويقول إنها من الشيطان. وقد أفتى هذا الشيخ يا سيدنا رضوان بأن ربك الأعلى يحرم نقل الأعضاء، مثل الكلية وغيرها إلى المرضى، وقال يا سيدي بالحرف الواحد إن نقل الأعضاء أو غسيل الكلى لعلاج الفشل الكلوي، يؤخر لقاء الإنسان لربه وكلها محرمة، قال هذا بالأمس يا سيدي.
سيدنا محمد :
إن كلام هذا الشيخ تخريف تخريف؛ فالله لم يأمرنا بالموت ولكن أمرنا بالحياة، آيات القرآن تشجعنا على الحياة، ولو أخذ المسلمون بما يقوله هذا الشيخ في الحياة والموت (وما سماه تأخير لقاء الإنسان مع ربه)
لاختفى الإسلام واختفى المسلمون بالانقراض، وفي العالم اليوم تتوالى الاختراعات العلمية والطبية لمساعدة الإنسان على الحياة، ومقاومة المرض والموت. وليس هذا اعتراضا على إرادة الله؛ فكله من قدر الله وقضائه، لكن الله أعطانا العقل لنجعل حياتنا أفضل وأجمل وأكثر عدلا، ولي حديث يا سيد رضوان أقول فيه: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا. (صمت يدب في القاعة، ثم تسمع أصوات خارج القاعة، الجماهير تهتف في المظاهرات، الشعب السوداني خرج في مظاهرة كبرى ضد حكومته.) (صوت الجماهير يسمع: كفاية دين، عاوزين تموين!)
Halaman tidak diketahui