لم أستطع أن أقول له إن أخي تخلى عني ولم يهتم بما يحدث لي، فلاحظ سكوتي والدموع المتجمعة في عيني فقال: على فكرة، فيه رحلة تبع الشركة الجمعة الجاية للإسماعيلية، تحبي تيجي؟ أنا اللي منظم الرحلة، لو فكرتي تيجي قوليلي، ولو حابة تجيبي حد معاكي مافيش مشكلة. - ماشي. - ولا أنت ما بتحبيش الرحلات؟ - لأ عادي باطلع مع إخواتي رحلات كتير. - بس أكمل مش شكل رحلات خالص، دا شكل خناقات، ماتزعليش من صراحتي.
ضحكت وقلت: لا، مش باطلع مع أكمل، باطلع مع إخواتي الكبار. - ويا ترى هم زيك ولا زي أكمل؟ - لا، دول طرف تالت حاجة لوحدهم.
ضحك وقال: كده تمام، هاتيهم معاكي، دا لو قررتي تيجي. - هافكر، أنا ممكن أنزل هنا وآخد المترو، متشكرة جدا على ذوقك وتعبك. - أنا ممكن أوصلك للبيت. - متشكرة جدا ماتتعبش نفسك. - مافيش تعب ولا حاجة. - هنا مناسب عن إذنك. - آنسة نهلة، احنا بدأنا تعارفنا بطريقة غلط، ممكن نعتبر النهاردة بداية تعارف بيننا؟ - ممكن، بشرط تعتبرني أخت وزميلة مش أكتر. - ممكن زميلة، لكن أخت ما أوعدكيش.
ابتسمت وقلت: اتفقنا، بس لو ما التزمتش بوعدك هاقلب على الوش التاني. - لأ أرجوكي، أوعدك هالتزم. - أشوفك على خير سلام. - مش هتاخدي رقمي؟ عشان تبلغيني عن الرحلة. - هابقى أقولك في الشغل، مش احنا زملا؟
تركته وذهبت وأنا لا أعلم لم أشعر بالارتياح معه ولم أخف منه، بل انطلقت معه في الكلام كما لم أفعل من قبل، طوال الطريق أتذكر كلماته وابتسامته وحتى ملامحه، وفكرت هل أوافق على الذهاب معه تلك الرحلة أم سيظن أنني كنت أمثل عليه حتى أجتذبه لي وأوقعه في شباكي؟ شعرت بحيرة بين رغبتي في الذهاب وتغيير الجو والاندماج أكثر مع الناس وبين خوفي من ظنون عصام ومن كلام الزملاء.
الأفراح تدق بابنا
عدت للبيت فوجدت سليم يجلس مع أمي وسلوى يتحدثون، فقالت أمي: اتأخرتي ليه؟
فلم تمهلني سلوى حتى قالت بلهفتها المعتادة: سمعتي مفاجأة الموسم؟ فاكرة الواد الطيار الغلس اللي كان هيخبطني بعربيته من شهر لما كنا سوا وبهدلته؟ روحت أعمل اختبار عشان أشتغل مضيفة لقيته في وشي، وطبعا سقطني في الامتحان عشان ينتقم مني، قوم إيه ألاقيه كلم سليم عشان عايز يتقدم لي، شوفتي بجاحة أكتر من كده؟
ضحكت وقلت: دا وقع في شر أعماله. - قصدك إيه؟ دا أنا قمر، هو يطول! بس فعلا هاطلع البلا على جتته عشان يحرم يغلس علي.
ضحكنا كلنا وقلت لماما: ماما، أنا واقعة من الجوع عايزة أكل.
Halaman tidak diketahui