وكلامه . وطاعة الرسول كما زعمتم مفروضة بأمر الله جل ذكره ، كذلك طاعة أولى الأمر (6265) من بعده ، وهم الأئمة الذين أقامهم بالطاعة من بعده مقامه، ووصل طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. فقال جل من قائل : (اطيعوا الله واطعوا الرسول واولى الأمر منكم130 .
فكما لم يكن للناس فى عصر الرسول أن يستدلوا بالقرآن والسنة على ما لر يعلونه دونه صلى الله عليه وسلم ، بل أمرهم الله عز وجل بالرد إله، وأمره ببيان6 ما أنزله عليه لهم . وكان هو الدليل الذي يدلهم ، والهادى الذي يهديهم ، والمبين لما أنزله الله عز وجل لهم . دون القرآن الذي زعمتم أنه هو الدليل بعينه : إذ كان القرآن يقام به ولا يقوم بنفسه ، وكذلك لا يسع من بعده أن يستدلوا كما زعمتم به ، ولا بغيره دون الدليل المنصوب لهم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، القائم بما كان يقوج به لأهل عصره من بيان كتاب الله جل ذكره، والقيام به الأهل عصره وزمانه . ولو كان الاستدلال كما زعمتم جائزا لكم بلا دلل ، لم يكن لح حجة على من خالفك إذا استدل بزعه بالكتاب والسنة كما استدللتم ، فقال بخلاف ما قلتم . واكثر المختلفين فى أحكام الدين وفى وجوه الحلال والحرام ، والقضايا والاحكام ، فلم يقل فى ذلك أحد منهم بقول فى أصل مذهبه الذي بنى عليه ، ولا فى فروعه التي فرعها منه إلا بأية زعم أنه
Halaman 192