وما هم حينذ بأولى بالتعظيم من الأطفال والمجانين ومن لا رؤية1 له ، وفى وجردنا الناس كلهم مطبقين على نظيم العقلاء ، ما يفد قول مبطل حجج العقول . فيقال لهم إن الله عز وجل لم يتعبد الخلق ياتباع ما تزينه لهم عقولهم ، وتحسنه عندهم لهم ، فيكون الحسن عندهم هو الحلال والقبيح هر الحرام . وإنما تعبدهم عز وجل بتحليل ما حلله ، وتحريم ما حرمه عليهم ، واتباع ما أنزله إليهم ، وطاعته وطاعة رسوله ، وأولى الأمز من عباده .
وللعقل فضائل والذى هو أشرقها وأعلها ما دعا إلى طاعة الله جل ذكره.
وتوحيده لا شريك له ، وتحليل ما حلله ، وتحريم ما حرمه ، ونهى عن تعدى ذلك وتجاوزه ، وادعاء شيء منه مع الله لا شريك له ، أو مع من جعل ذلك إليه من صفوة خلقه ، والعبادات شىء والعقل شيء لعبد الله عز وجل (225) بها من جعله فيه ، ولم يتعبد من جعله فيه به ، وبما يزينه6 له ، بل تفرد عز وجل بالأمر وحده ، وتعبد خلقه بما أراده ، وافترضه عليهم حسن ذلك عندهم ، أم قبح لديهم . فمن استحسن ذلك وقبله وعمل بما اقترضه الله عز وجل عليه منه ، فقد سمع عن الله وأطاعه ، ومن قبح ذلك لديه ودفعه، فقد عصى ربه وخالف أمره . وما كفر الكافرون ولا أشرك المشركون ، فاتخذوا من دوته أولياء ، وجعلوا آلبة عبدوها من دونه ، وزعموا أنها تقربهم إليه إلا بما زينته لهم عقولهم، وسولته لهم أنفسهم، وحسنه عندهم نظرهم . فلركان النظر والعقل حجة كما زعمتم ، لكانوا على صواب فيما فعلوه ،
Halaman 125