============================================================
لقد مال القرطبي إلى ترجيح ما ذهب اليه الحنفية فقال : وإذا تساوى الاحتمال كان قول الكوفيين أقوى ، قياسا على المعتدة بالشهور والأقراء ، إذ كل ذلك أجل ضربه الله تعالى ، فبانقضائه انقطعت العصمة وأبينت من غير خلاف، ولم يكن لزوجها سبيل عليها إلا بإذنها ، فكذلك الإيلاء ، حتى لو نسي الفي وانقضت المدة لوقع الطلاق والله أعلم . (1) 3) اتبان المرأة في دبرها : قال الله تعالى : " نساؤكم حرث لكم فأتوا حريكم أنى شئتم(1)" وأنى هذه ستعمل في اللغة العربية سؤالا وخبرا عن أمر له جهات ، فتأتي بمعني كيف كقوله تعالى : "أنى يحبى هذه الله بعد موتها" (3) وأنى بمعنى من آين كقوله تعالى : "قال يا مريم أنى لك هذا" (4) وتستعمل بمعنى متى كقول الشاعر : أصبحت أنى تأتها تستجر بها تجد حطبا جزلا ونارا تأججا لقد اختلف الفقهاء في مدلول أنى في هذه الآية، فذهب فريق إلى أنها في الآية بمعنى كيف ورد عن ابن عباس من طريق سعيد بن جبير : " فأتوا حريكم أنى شتم قال : يأتيها كيف يشاء ما لم يكن يأتيها في دبرها أو في الحيض : ذهب فريق آخر إلى أنها بمعنى " منى" ، وقد روي ذلك عن الضحاك .
ذهب فريق آخر إلى أنها بمعنى أين شئتم وحيثشئتم، وروى هذا القول عن سعيد بن المسبب ، ونافع ، وابن عمر ، ومحمد بن كعب القرظي ، وعبد الملك بن المالجشون ، وحكى هذا القول أيضا عن مالك في كتاب له يسمى : "كتاب السر" .
(1) المصدر السابق (2) البقرة : (223) (3) البقرة : (259) (4) آل عمران : (37)
Halaman 92