============================================================
هم بها في آدمغتهم ، إن هذا النوع من الخلاف هوالذي يقضي على وحدة الأمة ماسكها ، ويكون بمثابة معول هذام يهدم في أسسها ، ليقوض بناءها الشامخ وصرحها المتين ، وهو هو الذي يجدر أن تحاربه الأمة الاسلامية ، وأن تقف صفا واحدا للقضاء عليه ، مهما كلفها هذا الأمر من ضحايا ، إذ في تفشيه القضاء عليها القضاء المبرم ، ودق مسمار في نعشها يحملها إلى مثواها الأخير.
وأما الخلاف في الفروع بعد الاتفاق على الأصل ، فما هو إلا اختلاف في الطريق الموصل إلى الحقيقة ، لا في الحقيقة نفسها ، وقد يكون في هذا الخلاف توسعة على السائربن ورفق بهم ورحمة ، وجدير به أن لا يمت إلى الانشقاق لا من قريب ولا من بعيد . وهذا هو شأن المذاهب الفقهية .
و لئن رأينا في بعض البلدان وفي بعض العصور أن المذهبية كانت عاملا من عوامل التفرق بين المسلمين ، فلنعتقد أن هذا راجع الى سوء هؤلاء وحهلهم بالحقيقة ، لا إلى وجود المذاهب نفسها ، وما شأن هؤلاء إلا كشأن إنسان وجد في السوق سكينا تباع لتكون مرتفقا للناس ، فاشتراها فقتل بها نفسه ، وكثيرا ما يستعمل الانسان في الشر ماكان موضوعا في أصله لاستعماله في الخير: كلما أنبت الزمان قناة ركتب المرء في القناة سنانا هذا ومن الانصاف أن نقول : إن بعض المسائل الفقهية المختلف فيها قد بات من الممكن القضاء على الخلاف فيها ، وجمع كلمة الناس على حكم واحدلها ، و ذلك فيما إذا كان الحكم من بعض الفقهاء مبنيا على قياس فاسد أو تأويل بعيد :
او عدم اطلاع على الحديث ، أو عدم صحته عنده فأمثال هذه المسائل المنبثقة عن هذه الأمور وأشباهها يجب الرجوع فيها إلى الصواب ، وألا تدفعنا مذهبيتتا الى السير وراء المذهبية واطتراح الدليل ، أو تأويله تأويلاء بعيدا لا يتفق مع الحقيقة ، فهذه هي المذهبية التي يبغضها الله ورسوله .
لكم كانت كلمة الإمام الكرخي نابية في نظر كثير من الناس عندما قال :
Halaman 8