41

Berita Para Ilmuwan dengan Kisah Para Bijak

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Editor

إبراهيم شمس الدين

Penerbit

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edisi

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Wilayah-wilayah
Syria
Empayar
Abbasiyah

وكلام أرسطوطاليس وكلامهما ينقسم ثلاثة أقسام قسم يجب تكفيرهم به وقسم يجب التبديع به وقسم لا يجب إنكاره أصلا وهذه الأقسام الثلاثة تتوجه إلى ستة وجوه وهي الرياضة والمنطقية والطبيعية والإلهية والسياسة المدنية والمنزلية والسياسة الخلقية أما الرياضة فتتعلق بعلم الحساب والهندسة وعلم هيئة العالم وليس في هذه شيء يتعلق بالعلوم الدينية نفيا

وإثباتا بل هي أمور برهانية لا سبيل إلى جحدها بعد فهمها وتعريفها ولكنها توصل إلى آفة ضارة وذلك أن الناظر فيها إذا رأى دقائقها وقواطع أدلتها ظن أن جميع علوم الحكمة في الإيقان كهي فيضل وليس الأمر كذلك وأما المنطقيات فلا تتعلق بشيء منها بالدين نفيا وإثباتا بل هو نظر في طرق الأدلة والمقاييس وشروط مقدمات البرهان وكبقية تركيبها وشروط الحد ليصح به المحدود وليس في هذا ما ينبغي أن ينكر إلا أنه يؤدي إلى نوع تحصل به شبهة تدفع إلى الكفر وهو أن البرهان من هذا النوع وأنهم يحملونه شروطا يعلم أنها تورث اليقين لا محالة فإذا وصلوا عند المقاصد الدينية لا يمكن الوفاء بتلك الشروط فيتساهلون غاية التساهل فتزل أقدامهم وأقدامهم التابعين لهم ويخفي موضع المغالطة على الغير ويبنى الأمر في هذه الصورة على أنها على ما تقدم من الحقيقة البرهانية وليس الأمر عند إنعام النظر كذلك وأما الطبيعيات فتقدم القول فيها وفي الأمر الموجب لفساد عقيدة المعتقد لها ومن أين دخل عليه الوهم المفسد لدينه مع تظاهره بالإيمان في تقديس الموحد والطبيعيات هي مقدمات الكلام في الإلهيات وأما الإلهيات ففيها أكثر الأغاليط إذ العجز واقع عن الوفاء بالبراهين على ما شرطوه في المنطق ولذلك كثر الاختلاف في هذا النوع بين القوم وقد قرب من أرسطوطاليس في قوله الفارابي وابن سينا فبحق كفر من يقول بقول أرسطوطاليس في ثلاث مسائل خالف فيها كافة الإسلاميين وهو أن الأجساد لا تحشر وإن المثاب والمعاقب هي الأرواح المجردة والعقوبات روحانية لا جسمانية وكتابية في صفة الله عز وجل بأنه يعلم الكليات دون الجزئيات فهو كفر صريح لأن الله لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وقد تابعه صاحب المعتبر بعد اعتباره على نوع من هذا ويحتج القول لتعارض الأدلة ولم يمكنه الانفصال عنه على الوجه ومن ذلك قولهم بأزلية العالم وقدمه وأن تعللوا بعلل في قدمه بنسبة ومرة في حدوثه بنسبة فما يرحوا في الحيرة وأما سبع عشرة مسألة فهم فيها أهل بدعة وليس هذا موضع تعديدها وأما السياسات فكلامهم فيها أمر حكمي يرجع إلى المصالح المدنية والأمور الدنيوية من الترتيبات السلطانية وهي مأخوذة من كتب الله المنزلة على الأنبياء المرسلة وأما الخليقات فالقصد بها الرجوع إلى حصر صفات النفس وأخلاقها وذكر أجناسها وأنواعها وكيفية معالجتها ومجاهدتها وهي مأخوذة من أخلاق أهل التصوف ومنقولة عنهم وهم المتألهون المثابرون على ذكر الله تعالى على مخالفة الهوى وسلوك الطريق إلى الله سبحانه وتعالى بالإعراض عن ملاذ الدنيا لأنهم بالمجاهدة أطلعوا على أخلاق النفس ومعانيها ومواضع هواها فأهملوا من ذلك الطالح واتبعوا الفعل الصالح نفعنا الله بهم وسلك بنا طريق الحق الذي هو طريقهم وحسبنا الله ونعم الوكيل. وإثباتا بل هي أمور برهانية لا سبيل إلى جحدها بعد فهمها وتعريفها ولكنها توصل إلى آفة ضارة وذلك أن الناظر فيها إذا رأى دقائقها وقواطع أدلتها ظن أن جميع علوم الحكمة في الإيقان كهي فيضل وليس الأمر كذلك وأما المنطقيات فلا تتعلق بشيء منها بالدين نفيا وإثباتا بل هو نظر في طرق الأدلة والمقاييس وشروط مقدمات البرهان وكبقية تركيبها وشروط الحد ليصح به المحدود وليس في هذا ما ينبغي أن ينكر إلا أنه يؤدي إلى نوع تحصل به شبهة تدفع إلى الكفر وهو أن البرهان من هذا النوع وأنهم يحملونه شروطا يعلم أنها تورث اليقين لا محالة فإذا وصلوا عند المقاصد الدينية لا يمكن الوفاء بتلك الشروط فيتساهلون غاية التساهل فتزل أقدامهم وأقدامهم التابعين لهم ويخفي موضع المغالطة على الغير ويبنى الأمر في هذه الصورة على أنها على ما تقدم من الحقيقة البرهانية وليس الأمر عند إنعام النظر كذلك وأما الطبيعيات فتقدم القول فيها وفي الأمر الموجب لفساد عقيدة المعتقد لها ومن أين دخل عليه الوهم المفسد لدينه مع تظاهره بالإيمان في تقديس الموحد والطبيعيات هي مقدمات الكلام في الإلهيات وأما الإلهيات ففيها أكثر الأغاليط إذ العجز واقع عن الوفاء بالبراهين على ما شرطوه في المنطق ولذلك كثر الاختلاف في هذا النوع بين القوم وقد قرب من أرسطوطاليس في قوله الفارابي وابن سينا فبحق كفر من يقول بقول أرسطوطاليس في ثلاث مسائل خالف فيها كافة الإسلاميين وهو أن الأجساد لا تحشر وإن المثاب والمعاقب هي الأرواح المجردة والعقوبات روحانية لا جسمانية وكتابية في صفة الله عز وجل بأنه يعلم الكليات دون الجزئيات فهو كفر صريح لأن الله لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في

Halaman 47