Ijazat Ibn Yahya
إجازة العلامة أحمد بن يحيى حابس
Genre-genre
قلت وبالله التوفيق: بأن [518]إن أردتم أنكم لستم كأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في التكليف بالأحكام الشرعية، فقد كذبتم جهارا لأن التكليف بالأحكام الشرعية متخذ ماعدا المستثنى.
ومن جملتها ترك تقوية الظالمين والفرار إلى أرض الله الواسعة كما قال تعالى:{ قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها}، وإن أردتم أنكم لستم كمثلهم في فعل الطاعة فلقد صدقتم، فإنهم أطاعوا الله سبحانه وأنتم عصيتم.
قالوا: إنا نخاف الضياع إذا هاجرنا إلى غير الأماكن التي لا تنجوا من تسليم الأموال فيها، وقد جرينا بقاصر الرزق والحاجة في هذه الأماكن القريبة فضلا عن غيرها.
قلت وبالله التوفيق: وقد وعد الله سبحانه بالرزق للمهاجرين في سبيل الله، قال تعالى: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة}.
قال الهادي عليه السلام في تفسير هذه الآية: فيمن يهاجر من ديار الظالمين ولحق بدار الحق ........رزقه الله من الرزق الواسع ما يرغم به أنف الجاه إلى الخروج من وطنه.
وقال تعالى: {الذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولاجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون، الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون}، فقال تعالى: {لنبوئنهم في الدنيا حسنة}، وذلك ليس إلا الرزق الواسع الحسن، فقد وعد الله بذلك وهو سبحانه لا [519] يخلف الميعاد وعده، وقد وعد إبليس بخلافه، قال تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا}، فمن كان وعده عندكم أصدق فتوكلوا عليه فهو حسبكم.
وأما قولكم: قد جربتم تقاصر الرزق أو الحاجة في الأماكن القريبة فضلا عن غيرها.
Halaman 120