Pemulihan Ilmu Agama
إحياء علوم الدين
Penerbit
دار المعرفة
Lokasi Penerbit
بيروت
أبو الدرداء ﵁ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنه قال أوحى الله ﷿ إلى بعض الأنبياء قل للذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون للناس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر إياي يخادعون وبي يستهزئون لأفتحن لهم فتنة تذر الحليم حيران (١) وروى الضحاك عن ابن عباس ﵄ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ علماء هذه الأمة رجلان رجل آتاه الله علمًا فبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعًا ولم يشتر به ثمنًا فذلك يصلي عليه طير السماء وحيتان الماء ودواب الأرض والكرام الكاتبون يقدم على الله ﷿ يوم القيامة سيدًا شريفًا حتى يوافق المرسلين ورجل آتاه الله علمًا في الدنيا فضن به على عباد الله وأخذ عليه طمعًا واشترى به ثمنًا فذلك يأتي يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار ينادي مناد على رؤوس الخلائق هذا فلان بن فلان آتاه الله علمًا في الدنيا فضن به على عباده وأخذ به طمعًا واشترى به ثمنًا فيعذب حتى يفرغ من حساب الناس (٢) واشد من هذا ما روي أن رجلًا كان يخدم موسى ﵇ فجعل يقول حدثني موسى صفي الله حدثني موسى نجي الله حدثني موسى كليم الله حتى أثرى وكثر ماله ففقده موسى ﵇ فجعل يسأل عنه ولا يحس له خبرًا حتى جاءه رجل ذات يوم وفي يده خنزير وفي عنقه حبل أسود فقال له موسى ﵇ أتعرف فلانًا قال نعم قال هو هذا الخنزير فقال موسى يا رب أسألك أن ترده إلى حاله حتى أسأله بم أصابه هذا فأوحى الله ﷿ إليه لو دعوتني بالذي دعاني به آدم فمن دونه ما أجبتك فيه ولكن أخبرك لم صنعت هذا به لأنه كان يطلب الدنيا بالدين وأغلظ من هذا ما روى معاذ بن جبل ﵁ موقوفًا ومرفوعًا في رواية عن النبي ﷺ قال من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع (٣) وفي الكلام تنميق وزيادة ولا يؤمن على صاحبه الخطأ وفي الصمت سلامة وعلم ومن العلماء من يخزن علمه فلا يحب أن يوجد عند غيره فذلك في الدرك الأول من النار ومن العلماء من يكون في علمه بمنزلة السلطان إن رد عليه شيء من علمه أو تهوون بشيء من حقه غضب فذلك في الدرك الثاني من النار
ومن العلماء من يجعل علمه وغرائب حديثه لأهل الشرف واليسار ولا يرى أهل الحاجة له أهلًا فذلك في الدرك الثالث من النار
ومن العلماء من ينصب نفسه للفتيا فيفتي بالخطأ والله تعالى يبغض المتكلفين فذلك في الدرك الرابع من النار
ومن العلماء من يتكلم بكلام اليهود والنصارى ليغزر به علمه فذلك في الدرك الخامس من النار
ومن العلماء من يتخذ علمه مروءة ونبلًا وذكرًا في الناس فذلك في الدرك السادس من النار
ومن العلماء من يستفزه الزهو والعجب فإن وعظ عنف وإن وعظ أنف فذلك في الدرك السابع من النار
فعليك يا أخي بالصمت فيه تغلب الشيطان وإياك أن تضحك من غير عجب أو تمشي في غير أرب
وفي خبر آخر إن العبد لينشر له من الثناء ما يملأ ما بين المشرق والمغرب وما يزن عند الله جناح بعوضة (٤) وروى أن الحسن حمل إليه رجل من خراسان كيسًا بعد انصرافه من مجلسه فيه خمسة آلاف درهم وعشرة أثواب من رقيق البز وقال يا أبا سعيد هذه نفقة وهذه كسوة فقال الحسن عافاك الله تعالى ضم إليك نفقتك وكسوتك فلا حاجة لنا بذلك إنه من
(١) حديث أبي الدرداء أوحى الله إلى بعض الأنبياء قل للذين يتفقهون لغير الدين الحديث أخرجه ابن عبد البر بإسناد ضعيف (٢) حديث ابن عباس علماء هذه الأمة رجلان الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط بإسناد ضعيف (٣) حديث معاذ من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع الحديث أخرجه أبو نعيم وابن الجوزي في الموضوعات (٤) حديث إن العبد لينشر له من الثناء ما بين المشرق والمغرب وما يزن عند الله جناح بعوضة لم أجده هكذا وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة
1 / 62