وورى أبو نعيم في الحلية عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إن الله عهد إلي في علي عهدا، قال: اسمع أن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني))، فبشره بذلك بالحديث بطوله ولو استوفينا ما في باب من الأحاديث الشريفة المروية برواية المخالفين فضلا عن غيرهم لاحتجنا إلى ممجلد حافل وجلد كامل، فهل يقول عاقل أنه علي كرم الله وجهه في الجنة يكونكما وصف الله ورسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام ولا يقضي على نفسه بالحق ولا يترك ما ليس له بأهل، ولا يدع الحق لأهله، وهو القائل علي كرم الله وجهه في الجنة: لو كشرت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وأهل الإنجيل بإنجيلهم.. الحديث، وقد قال له عليه وعلى آله الصلاة والسلام: ((أنت قاضي ديني)) أي شرعي وملتي كما مر فهو من قبيل ((أقضاكم علي)) ومقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في البلاغة والإرشاد أجل وأعلا من أن يتكلم باللغو في موضع التنبيه على مكانة علي ورسوخ قدمه على الحق .... الرشيد باتباعه والفلاح في التمسك بأحكامه وأوضاعه، فكيف إذا انضم إليه العترة المعصومة وطائفة بني هاشم المعلومة، وقد أخرج البخاري وابونعيم أن عمر بن الخطاب قال: لي أقضانا وأبي أقرانا.
وأخرج أبو داود والحاكم ، وابن ماجة والترمذي، والبزار وغيرهم عن علي علي كرم الله وجهه في الجنة قال: قلت يا رسول الله بعثتني أي إلى اليمن وأنا شاب، لا أدري ما القضاء، فقال: ((اللهم أهد وثبت لسانه)) قال: فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضى بين اثنين، انتهى.
وأخرج الحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه نه قال كنا نحدث أن أقضى أهل المدينة علي، ونحوهم أبي وغيره، قال الحاكم: وهو صحيح ولم يخرجاه -يعني البخاري ومسلما-.
وقال جماعة من ....: أن هذا الضيعة التي رواه الحاكم من ابن مسعود وغيره حكمها حكم الرفع، وهذا حق لا ريب فيه إذ لا معنى لقوله: كنا ببتحدث من ذات أنفسنا فيما بيننا، فتدبر.
Halaman 360