وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي عن أبي هريرة من حديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ألا ليذاد رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم لا هلم، فيقال: أنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا)) انتهى والظاهر أن هذا كان بصدد من كان في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم بقرينة قوله: ((ممن صاحبني)) وقوله: ((أصحابي أصحابي)) وقوله: ((ما أحدثوا بعدك))، وقوله: لمن بدل بعدي)) وقوله: ((بدلوا بعدك))، وهو ظاهر جدا فتكون متناولا لبعض من ثبت له الصحة له عليه وعلى آله الصلاة والسلام.

وأما حديث ((أصحابي كالنجوم بأيهم أقتديتم أهتديتم)) فضعيف باعراف بعضهم كما مر، وكذا حديث ((علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)) لا أصل له [158] وإن كان صحيح المعنى فإن العلماءء ورثة الأنبياء، ويمكن حمله على علماء أهل البيت وكذا كل ما جرى مجراه.

هذا وعلى فرض صحة حديث ((أصحابي كالنجوم)) وصحة مثل هذا فهو دليل على أن كل مجتهد مصيب، وأنت قد عرفت سابقا على ما يترتب على ذلك فلا نعيده.

وأما بالنظر إلى الإمة فلأنه قد ثبت في الحديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لتقفن أثر من قبلكم حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: فمن)) أو كما قال، وفي الباب غيره مما لا ينكره الخصم.

Halaman 343