264

Ihtiras

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Genre-genre

وأما على مذهب المجبرة فالفساد غير متميز على الصلاح في نفسه إذ لا يقولون بتحكيم العقل بزعمهم فليس عندهم صلاح عقلي ولا فساد بحكم عقولهم بمجردها بأنه فساد في نفسه سواء ورد السوء بذلك ام لم يرد، ولهذا لم يمكنهم....بأن ما نسبوه إلى الله تعالى من إيجاده للفساد ... للعباد فساد من حيث .. بإيجاده تعالى، بل من حيث أنه صدر من العباد على وجه التعدي للحدود الشرعية .... به المعترض تقليدا منه لهم وهم مصرحون بذلك في الظلم والعدل والحكمة وعيرها، إلا أن العدلية لما أوردوا عليهم في ابطال قاعدتهم في الجبر قوله تعالى: {والله لا يحب الفساد}... ما أجابوا عليهم، بل ما.. عن إيرادهم لقوله تعالى: {وما الله يريد ظلما للعباد}... رجعوا إلى تأويل معنى الظلم إذ لم يمكنهم تأويل معنى الإرادة بخلاف المحبة المذكورة في.. فإنهم أولوها بمعنى خاص كما ذكره الرازي ، وزعم المعترض تبعا لصاحب المواقف .... نفي المحبة للفساد أنه غير مراد لله تعالى ... لا يلحقها تبعة ومؤاخذ وإن كان .... مراد الله تعلى؛ لنه سبحانه هو الموجد له ........ يستحيل أن يكون غير مراد له عز وجل بالإرادة العامة بزعمهم الفاسد، وعلى هذا فقد .... في معنى المحبة.... فيالآية المذكورة ولم يتصرفوا في معنى الفساد الذي نفت الآية محبته، كما تصرفوا في....الظلم الذي نفت الآية الثانية إرادته وكان قياس مذهبهم في نفي الحسن والقبح عقلا وهو أن يتأولوا معنى الفساد ويتصرفوا فيه كما تأولوا معنى الظلم وتصروفا فيه... في نفيهم للحسن والقبح عقلا من باب واحد لا من أبواب متفرقة أو ليس قد نفوا......العقول مطلقا، وقالوا: أنه لا مجال للفعل في أن يحكم بأن شيئا من الأفعال عبص وفساد.... منها حكمة وصلاح.

Halaman 292