وأما ثانيا: فلأنه قابل للتأويل المضري عند الخصم كغيره من الأحاديث النطقة بكفر الفاعل لبعض المعاصي، وسذكر بعضها هنا ليتضح أنهم مضطرون فيها إلى التأويل المرضي عندهم [103]وإن لم يكن مرضيا عند الخصم، وكلما كان قابلا للتأويل كان رده، والحكم بوضعه باطلا اتفاقا أيضا، والقول بأنه أي الحديث الذي رواه عمرو بن عبيد رحمه الله تعالى لا يقبل التأويل، وأنه نص صريح في مذهب عمر وأصحابه يستلزم الاعتراف بأن لهذا المذهب دليلا صحيحا ثابتا في السنة برواية مسلم وغيره لما ذكره أولا من أن متنه ثابت عند مسلم وغيره، فأي فائدة لهم في در هذه الرواية، وبهذا يظهر أن قدحهم فيها -أعني في هذه الرواية- لا ينفعهم بل يضرهم ضررا ظاهرا؛ لأنه يستلزم الاعتراف بثبوت مذهب عمرو بنص الحديث الصحيح عندهم.
ومن المتفق علي ما رواه أبو ذر رضي الله عنه من أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ليس من من .....دعي لغير أبيه وهو يعلمه كفر، من ادعى ما ليس منها وليتبوأ مقعده من النار)). انتهى.
وقد أخرج مسلم والإمام أحمد بن حنبل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اثنتان في الناس هما بنهم كفر.. في النسب، والنياحة على الميت)).
وروى الإمام المنصور بالله في كتابه الشافي بإسناده عن الأعمش عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان، ولا الفاحش، والبذي)) انتهى، وهو ثابت عندهم وينعكس بعكس النقيض إلى قولنا: ليس بالطعان، والا النمام ولا الفاحس، والبذي بمؤمن، وهو ظاهر.
وأخرج الإمام أحمد بن حنبل عن ابن عمر قال: كان عمر يحلف وأبي فنهاه النيب صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ((من حلف بشيء دون الله فقد أشرك)) انتهى,
Halaman 226