قال: وهو لا وإن كاناو أئمة أجلاء لكنهم تساهلوا تساهلا كثيرا كما علم مما قررته، وكيف ساغ لهم الحكم بالوضع مع ما تقرر أن رجاله كلهم رجال الصحيح، إلا واحدا يختلف فيه.
قال: ويجب التأويل كلام القائلين بالوضع بأن ذلك لبعض طرقه لا كلها ما أحسن ... بعض الحفاظ في أبي معاوية أحد رواته المتكلم فيهم بما لم يسمع هو ثقة مأمون من كبار المشائخ وحفاظهم إلى آخر كلامه في الشرح المذكور، وهو معدود من انصافه مع ما فيه من رائحة العصبية، وإنما طولنا بهذا كله لندلك على حال القوم، وتأخذ منه ما تأخذه من كيفية صنيعه فبما لا يطابق مراده، ولا يوافق هواهم، وكان الملائم بطريقة المعترض التي هي طريقتهم أن يتعرض المقدح في هذا الحديث، بل يجزم بوضعه، كيف وهو قد تعرض لما هو أثبت منه وأصح متنا، وأقوى اسنادا كما يشهد به الاطلاع على كتابه هذا وغيره من مؤلفاته، وكان ينبغي له أن يقول هذا الحديث وإن قد صححه الحاكم فهو مبتور بالتشيع ومعروف بتصحيح ما ليس بصحيح كما أشار إليه الذهبي في ميزان، كذلك عبد الرزاق الصنعاني لا غيره أصلا بروايته لهذا الحديث وإخراجه له عن بعض الصحابة رضي الله عنهم فإنه -أي عبد الرزاق- مقدوح فيه بحب أهل البيت عليهم السلام، وكذلك الطبراني، وأن رواه في معجمه الكبير ففيه كلام عن بعضهم، ولهذا أورد العقيلي بهذا الحديث في كتاب المؤلف من الضعفاء.
Halaman 194