قال: إني أعلم إذا أغمضت عيني إلخ، ولم يعلم أنه لا معنى للعادة التي ينشأ عنها الجزم عود المطابقة لا واقع مرة بعد أخرى أعني عود المطابقة من كون الجدارات لم تتقلب ذهبا [56] أصلا على استمرار الأقوات وجري العادة وبين العلم والاعتقاد والجازم بأنها لم تتقلب ذهبا من دون فرق بين أن تكون مشاهدة لنا، ولا تكون كذلك.

فإن قيل: لا نسلم أنه لا بد من هذا الاستمرار فإن الذي يشاهد الجبل ويراه ولو مرة واحد ولم يكن قد عرفه قبل ذلك إذا غمض عينيه فإنه يجزم بأنه لم ينتقلب ذهبا، ولا يلتفت إلى جري عادة لذلك أصلا، وهكذا الخبر المتواتر، فإن من سمع به ولو مرة واحدة فإنه يجزم بمقتضاه ويقطع بأن الخبر به ثابت على ما وقع به الخبر، المتواتر، وإن لم يكن له إلتفات إلى استمرار عادة بمطابقة الخبر المتواتر للواقع، وهذا كنا في ......المنع المذكور فلا يتم فيما ذكرت في دعوى الاستمرار.

Halaman 128