Al-Ihtijaj
الاحتجاج
ثم انصرفنا وكنت أجرأ ولد أبي عليه فلما خلا المجلس قلت :
يا أمير المؤمنين ومن هذا الرجل الذي أعظمته وأجللته وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس وجلست دونه ثم أمرتنا بأخذ الركاب له؟ قال هذا إمام الناس وحجة الله على خلقه وخليفته على عباده.
فقلت يا أمير المؤمنين أوليست هذه الصفات كلها لك وفيك؟ فقال أنا إمام الجماعة في الظاهر بالغلبة والقهر وموسى بن جعفر إمام حق والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله مني ومن الخلق جميعا وو الله لو نازعتني في هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك لأن الملك عقيم.
فلما أراد الرحيل من المدينة إلى مكة أمر بصرة سوداء فيها مائتا دينار ثم أقبل على الفضل فقال له اذهب إلى موسى بن جعفر وقل له يقول لك أمير المؤمنين نحن في ضيقة وسيأتيك برنا بعد هذا الوقت.
فقمت في وجهه فقلت يا أمير المؤمنين تعطي أبناء المهاجرين والأنصار وسائر قريش وبني هاشم ومن لا تعرف حسبه ونسبه خمسة آلاف دينار إلى ما دونها؟ وتعطي موسى بن جعفر وقد عظمته وأجللته مائتي دينار وأخس عطية أعطيتها أحدا من الناس؟
فقال اسكت لا أم لك فإني لو أعطيته هذا ما ضمنته له ما كنت آمنه أن يضرب وجهي غدا بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه وفقر هذا وأهل بيته أسلم لي ولكم من بسط أيديهم وإغنائهم
وقيل ولما دخل هارون الرشيد المدينة توجه لزيارة النبي صلى الله عليه وآله ومعه الناس فقدم إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابن العم مفتخرا بذلك على غيره.
فتقدم أبو الحسن موسى بن جعفر إلى القبر فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبه فتغير وجه الرشيد وتبين الغيظ فيه.
وروي عن أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام أنه قال : لما سمعت هذا البيت وهو لمروان بن أبي حفصة :
أنى يكون ولا يكون ولم يكن
لبني البنات وراثة الأعمام
دار في ذلك ليلتي فنمت تلك الليلة فسمعت هاتفا في منامي يقول :
أنى يكون ولا يكون ولم يكن
للمشركين دعائم الإسلام
Halaman 393