Al-Ihtijaj
الاحتجاج
رفعه دون السماء حتى أبصر الأرض ومن عليها ظاهرين ومستترين فرأى رجلا وامرأة على فاحشة فدعا عليهما بالهلاك فهلكا ثم رأى آخرين فدعا عليهما بالهلاك فهلكا ثم رأى آخرين فدعا عليهما بالهلاك فهلكا ثم رأى آخرين فهم بالدعاء عليهما فأوحى الله إليه يا إبراهيم اكفف دعوتك عن عبادي وإمائي فأني أنا الغفور الرحيم الجبار الحليم لا يضرني ذنوب عبادي كما لا تنفعني طاعتهم ولست أسوسهم بشفاء الغيظ كسياستك فاكفف دعوتك عن عبادي وإمائي فإنما أنت عبد نذير لا شريك في الملك ولا مهيمن علي ولا عبادي وعبادي معي بين خلال ثلاث إما تابوا إلي فتبت عليهم وغفرت ذنوبهم وسترت عيوبهم وإما كففت عنهم عذابي لعلمي بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات مؤمنون فأرق بالآباء الكافرين وأتأنى بالأمهات الكافرات وأرفع عنهم عذابي ليخرج ذلك المؤمن من أصلابهم فإذا تزايلوا حل بهم عذابي وحاق بهم بلائي وإن لم يكن هذا ولا هذا فإن الذي أعددته لهم من عذابي أعظم مما تريده بهم فإن عذابي لعبادي على حسب جلالي وكبريائي.
يا إبراهيم خل بيني وبين عبادي فأنا أرحم بهم منك وخل بيني وبين عبادي فإني أنا الجبار الحليم العلام الحكيم أديرهم بعلمي وأنفذ فيهم قضائي وقدري.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا جهل إنما دفع عنك العذاب لعلمه بأنه سيخرج من صلبك ذرية طيبة عكرمة ابنك وسيلي من أمور المسلمين ما إن أطاع الله ورسوله فيه كان عند الله جليلا وإلا فالعذاب نازل عليك وكذلك سائر قريش السائلين لما سألوا من هذا إنما أمهلوا لأن الله علم أن بعضهم سيؤمن بمحمد وينال به السعادة فهو لا يقطعه عن تلك السعادة ولا يبخل بها عليه أو من يولد منه مؤمن فهو ينظر أباه لإيصال ابنه إلى السعادة ولو لا ذلك لنزل العذاب بكافتكم فانظر إلى السماء فنظر فإذا أبوابها مفتحة وإذا النيران نازلة منها مسامتة لرءوس القوم (1) تدنو منهم حتى وجدوا حرها بين أكتافهم فارتعدت فرائص (2) أبي جهل والجماعة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لا تروعنكم فإن الله لا يهلككم بها وإنما أظهرها عبرة.
ثم نظروا إلى السماء وإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها ورفعتها ودفعتها حتى أعادتها في السماء كما جاءت منها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله إن بعض هذه الأنوار أنوار من قد علم الله أنه سيسعده بالإيمان بي منكم من بعد وبعضها أنوار ذرية طيبة ستخرج من بعضكم ممن لا يؤمن وهم يؤمنون.
وعن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام أنه قال قيل لأمير المؤمنين يا أمير المؤمنين هل كان لمحمد صلى الله عليه وآله آية مثل آية موسى في رفعه الجبل فوق رءوس الممتنعين عن قبول ما أمروا به؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام إي والذي بعثه بالحق نبيا ما من آية كانت لأحد من الأنبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلى محمد صلى الله عليه وآله إلا وقد كان لمحمد مثلها أو أفضل منها ولقد كان لرسول الله صلى الله عليه وآله نظير هذه الآية إلى آيات أخر ظهرت له وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أظهر بمكة دعوته وأبان عن الله تعالى مراده رمته العرب عن قسي عداوتها بضروب مكايدهم ولقد قصدته يوما لأني كنت أول الناس
Halaman 36