Ihkam Fi Usul Ahkam
الإحكام لابن حزم - دار الحديث
Penyiasat
الشيخ أحمد محمد شاكر
Penerbit
دار الآفاق الجديدة
Lokasi Penerbit
بيروت
Genre-genre
Usul Fiqh
ما عبدوهم قط وإنما عبدوا الشياطين لانقيادهم لأمرهم واتباعهم إغواءهم ولو اتبعوا الملائكة والمسيح ﵇ ما أمروهم إلا بعبادة الله ﷿ وبأن يقولوا إننا لا نعبد شيئا من دون الله ﷿ بل كانوا ينهونهم عن الكذب وهذا عين الكذب وقد بين ﵇ معنى قول ربه تعالى ﴿تخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون لله ولمسيح بن مريم ومآ أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون﴾ فقال قائل يا رسول الله ما كنا نعبدهم فأخبرهم ﵇ أنهم إذا أطاعوهم في تحريم ما حرموا وتحليل ما أحلوا فقد اتخذوهم أربابا ونحن إنما أطعنا أمر نبينا ﵇ لعلمنا أنه كله من عند الله ﷿ وأنه لا يقول من تلقاء نفسه شيئا قال الله ﷿ ﴿وما ينطق عن لهوى * إن هو إلا وحي يوحى﴾ فإن قال قائل فعلى قولك فمن عصى منا لم يعبد الله ﷿ قيل له نعم لم يعبد الله تعالى لتلك المعصية ولا فيها ولكن عبده في سائر طاعته وإقراره بالتوحيد فإن قال قائل فعلى قولك إننا إذا أطعنا الرسول ﷺ لقد عبدناه قيل له وبالله تعالى التوفيق إن طاعة الرسول ﷺ توجب ألا يطلق لفظ العبادة ولا معناها إلا لله ﷿ وحده لا شريك له وتوجب أن من أطاع الشيطان في الكفر فقد عبده وهذه معان شرعية لا يتجاوز فيها ما أتت به الشريعة فقط وأما من ادعى بيان كون أن السلب للقاتل نزل بعد آية قسم الغنائم فدعوى لا يقوم عليها دليل ولا روي ذلك قط من وجه يصح وكذلك القول في بيان سهم ذي القربى وأن بيان كون بني هاشم وبني عبد المطلب هم ذو
القربى دون بني عبد شمس وبني نوفل نزل متأخرا عن الآية دعوى لا تصح أصلا فإن قال قائل فإن عثمان ﵁ وجبير بن مطعم جهلا هذا قيل له
نعم وما في هذا علينا من الحجة ومتى منعنا أن يخفى على الصاحب والصاحبين والعشرة والأكثر منهم فهم آية أو آيات من القرآن وقد كان في قسمة رسول الله ﷺ
1 / 94