288

Ighathat Malhuf

إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي

Genre-genre

Fikah

فإن تهاونوا بشيء من واجبات ذلك لا لعذر أو من غير الواجب في الأصل، ولكن مما ينحط به عن رتبة الأدب، ويفضي إلى إضاعة الاحترام، ووجود الاجتراء ،فإن له أن يمنع من ذلك ،فإن في نقصان آدابهم وقلة مبالاتهم به نقصان أثمانهم (¬1) وانحطاط أقدارهم عند العارف بهم، وفي ذلك إضاعة ماله، وتقليل منافعه، وربما يؤدي إلى تضييع مآربه ،ولاشك أن الإغضاء في غير محله لابد من إخلال فيه عليه، وذلك مالا يحمل عليه (¬2) .

وإن أمر بالحلم، والرفق، والإغضاء، والصفح، والعفو [98/280] عند القدرة وقبول المعذرة، وترك الاستقصاء والتكليف ليكون من : (والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس ،والله يحب المحسنين) (¬3) فإن هذا مما له في موضع جوازه لا مما عليه في موضع إجازة ضده.

... واختلفوا في جواز ضرب العبد أدبا، وقيل (¬4) به ،وهو الصحيح في موضع جوازه ،وقيل إنه لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (بيعوا ولو بخيط من شعر، ولا تعذبوا خلق الله) (¬5) وكان هذا في غير الواجبات، وإلا فله الاحتساب فيما وجب فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا خلاف يصح فيه، وله العقاب عليه، كالسلطان في الواسع ،ومادون ذلك من مصالح السيد أوالعبد ،فكأنه هو الذي يحسن فيه الاختلاف.

¬__________

(¬1) في (ز) :" إيمانهم" وهو خطأ.

(¬2) جملة : " وذلك مالا يحمل عليه" سقطت من (أ).

(¬3) سورة آل عمران ، آية رقم : 134

(¬4) من (أ) ، وفي بقية النسخ:" فقيل به" وهماسواء.

(¬5) أخرج الإمام أحمد في مسنده : عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من لاءمكم من خدمكم فأطعموه مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون، أو قال تكتسون ، ومن لايلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله عزوجل). [ ( المسند) ، ج 5 ص168 , ص 173].

Halaman 288