أبصر بسياسة الدين77 وسياسة [110] الأموال من الله78 العزيز الحكيم حتى عمد إلى هذين الركنين، فغيرهما وسن فيهما ما به بوار الحرث والنسل? إن الله تعالى ذكره وتقدست عظمته لم يوظف على الأصول شيئا من الصدقات والزكوات، لا على السماء والكواكب، ولا على النار والهواء والماء والأرض، بل وظف الوظائف على المواليد من المعادن والنبات والحيوان. فجهل عمر هذا المقدار من العلم وغير حكم الله في الأعشار التى وظفت على النبات المزروع، ووضع الخراج على الأرضين. فصار ذلك ديوانا موضوعا ورسما مرسوما، كثر جوره ولم يظهر خيره. فكم من أرضين معطلة لم يزرعها زارع79 ويؤخذ خراجها![ 11] وكم من أرضين ترفع غلاتها ولا يؤخذ عنها شيء من الخراج! وكم من ظلم لحق80 أرباب الأرضين من تثنية خراج وتثليثه، والمون التى تضاف إليه! وكم من خراج مصروف عن مستحق، مطالب فيه غير مستحق من جور العمال والكتاب! وأوزار هذه كليها في رقبة عمر بن الخطاب الذي اخترع هذه البدعة الفاحشة في الزكوات، ولم يرض من نفسه بظلمه82 الأرض الحقيقية حتى ظلم الأرض الطبيعية.
ولم يرض بهذه البدعة الفاحشة في الزكوات حتى أحدث بدعته83 في
Halaman 162