ولا فاحشا أن تكون الرسالة توقع على الأئمة والأوصياء، إذ هم المستخلفون83 على الدين والسائسون للأمة والوارثون حقائق الرسالة. فاعرفه تقف عليه إن شاء الله.
وأمر الرسالة [93] أعظم من أن يتوهم كونها إلا في مدة طويلة لعلتين اثنتين. 8 احداهما أن صاحب الشريعة إذا ألف شريعته، وقرأ كتابه المنزل عليه، ونجع ذلك فى قلوب الأمة التى أرسل إليها، كان واجبا أن تترك الأمة عليها مدة طويلة إلى أن يظهر الوهنه8 فيها واستخفاف الأمة بها. ولا يمكن أن يظهر ذلك إلا فى مدة طويلة . ولو ظهر ذلك فى مدة قصيرة كان ذلك من ضعف الباني الذي يبني الشريعة. والضعيف لا يصلح أن يكون رسولا مؤديا إلى الخلق عن الخالق، بل القوي المصطفى الحكيم المجتبى. فأفعال الأقوياء الحكماء تبقى زمانا طويلا ممتدا. وإذا86 ثبت لها البقاء مدة طويلة، تبلغ الألف من السنين فما فوقها وما دونها، لم يستقم إرسال الرسول لتجديد شريعة . والمقدمة منها باقية على حالتها، لم يظهر فيها وهن ولا فساد.
والعلة الثانية أن الأنفس الجزئيات التي تجاور الأشخاص في الأزمنة مراكب النفس الزكية التي تظهر في شخص معتدل [94] لنيل الرسالة. وما لم تمض قرون كثيرة متواترة يكون فيها اتصال الأنفس الجزئية بالأشخاص الكثيرة
Halaman 149