وأهل الحقائق الذين قلدوا أمر دينهم عترة النبي والوصي نظروا في الرسالة، فوجدوا الله، تعالى ذكره، قال فى محكم كتابه: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض؛22 وقال: ولقد فضلنا بعض النبين على بعض23 وقال في موضع آخر: فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل . 24 فوجب من هذه الآى المتلوة أن بين الرسل تفاضلا.، ويجوز أن يكون رسول أفضل من رسول، ورسول أفضل من رسول 25 آخر وأكبر منزلة وأعظم26 درجة.
ولما خص الله جل جلاله أولى العزم من بين الرسل بالصبر صح أنهم أفضل من سائرهم. فإذا7 وجب الفضل والشرف لأولي العزم1ا على سائر الرسل لزم النظر في أولي العزم من هم ليجب لهم الفضل على غيرهم. فنظرنا في العزم، ما هو وأي شىء سمته? فكان العزم هو القطع والحظر من الرجل29 على غيره كما تقول: عزمت عليك، أي حظرت عليك أن لا تتجاوز هذا الحد [83] ولا تخالفه. وهذا سمة الشريعة المقطوعة للأمم من سياسة الرسل صلوات الله عليهم أنهم عمدوا إلى أشياء فأحلتوها، وإلى أشياء فحرموها، وعزموا على الأمم أن لا
Halaman 141