Ifriqiya: Kajian Terhadap Unsur Benua
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
Genre-genre
ومن بداية الجوراسي تنتهي الإرسابات الضخمة على القارة الأفريقية، وتبدأ الحركات التكتونية التي أعطت القارة صورتها الحالية، فالإرسابات البحرية في الزمن الثاني - وخاصة إرسابات الكريتاسي - تظهر في هوامش القارة فقط.
تظهر تكوينات الجوراسي البحرية في جنوب تونس، وليبيا، وإريتريا، والصومال، وتنجانيقا، ومدغشقر، ولكنها تتكون في الوقت الراهن من مناطق منقطعة غير متصلة في صورة أشرطة إرسابية ضيقة، وقد ارتبطت إرسابات الجوراسي في شمال أفريقيا بامتدادات بحر تيثس، بينما تدل إرسابات الجوراسي في شرق أفريقيا على أن المحيط الهندي ومضيق موزامبيق كانا على قيد الوجود في ذلك الوقت.
أما التكوينات الكريتاسية فتغطي شمال أفريقيا وهوامش القارة في الجنوب، وتتركب هذه التكوينات إما من حجر جيري أو حجر رملي، وأكبر امتداد للحجر الرملي هو ذلك الذي يظهر في جنوب مصر وشمال السودان وجنوب ليبيا باسم الحجر الرملي النوبي الذي يرجع معظمه إلى الكريتاسي، ولكن بعضه يرجع إلى أواخر الزمن الأول كما سبق الكلام. وتميز الكريتاسي في جنوب القارة بحركات بركانية واسعة، أدى بعضها إلى ظهور الماس في عروق البراكين القديمة، ويسمى ذلك النوع باسم كمبرلي نسبة إلى مدينة كمبرلي، كما يظهر في تكوينات قاع الأنهار أو الشواطئ، كما هو الحال في مناجم كساي وفي البانكتس (وتواترزراند) وجنوب أفريقيا، والقسم الغربي من شرق أفريقيا (بركاني كمبرلي).
وحينما حل الزمن الثالث كانت أفريقيا في مجموعها قد أخذت صورة قريبة جدا من صورته الحالية، فتكوينات الزمن الثالث البحرية في جنوب القارة نادرة جدا، وفي داخلية القارة نجد تكوينات حوض كلهاري - سمكها 140 مترا من الجير والطين والرمال، التي ما زالت تتكون حتى الآن - وفي السواحل الشرقية والغربية للقارة توجد أشرطة متراوحة العرض من تكوينات الحجر الجيري الثالث، وفي داخل الأخدود الأفريقي توجد تكوينات مياه داخلية وعذبة من الثالث أيضا. وأكبر امتداد لتكوينات الثالث الجيرية هي بلا شك تلك التي توجد في شمال القارة، والتي ارتبطت بتراجع ببحر تيثس إلى الشمال، لينكمش ويكون البحر المتوسط الحالي. وقد ارتبط الزمن الثالث في أفريقيا بحركتين: الأولى تكوين الأخدود الأفريقي التي سنبحثها بعد قليل بالتفصيل، والثانية حركة بناء الجبال الالتوائية في شمال غرب القارة، وقد ارتبطت هذه الحركة بتكوين الجبال الألبية في أوروبا وآسيا، وأدت في أفريقيا إلى تكون سلاسل جبال الأطلس المعروفة في بلاد المغرب، وبذلك تكون الحركات الالتوائية قد اقتصرت على أقصى جنوب القارة في الزمن الثاني، وأقصى شمالها الغربي في الزمن الثالث. (4) الأخدود الأفريقي
أكبر ما يميز الزمن الثالث الحركات التكتونية الضخمة في شرق أفريقيا التي بدأت مع أواخر الكريتاسي، ولكنها بلغت أوجها في الثالث والرابع؛ فأخدود البحر الأحمر، وبقية الأخدود الأفريقي داخل شرق أفريقيا، والقرن الأفريقي، والانكسارات العديدة، وحركات الرفع في القسم الجنوبي الشرقي من القارة، هي كلها نتائج للحركة الأرضية الضخمة في الثالث والرابع، وسبب هذه الحركات ما زال غير معروف، وسوف نعالج - في إيجاز شديد - بعض الدراسات التي دارت حول تكوين الأخدود.
خريطة رقم (4): الأخدود في شرق أفريقيا. معدلة عن:
L. D. Stamp, “Africa” 1964. P. 50 .
يمتد الأخدود الأفريقي من جنوب بحيرة نياسا، وربما من ساحل المحيط الهندي قرب مصب الزمبيزي إلى بحيرة نياسا التي تقع داخله، ثم يتفرع شمال نياسا إلى فرعين، الغربي منهما أقصر ولكنه واضح في معظم جهاته، ويمتد في اتجاه شمالي غربي، ثم إلى شمالي، وأخيرا شمالي شرقي فيما يشبه القوس، ويشتمل على بحيرات تنجانيقا، ثم كيفو، ثم إدوارد، ثم ألبرت، وينتهي قرب لادو عند بداية بحر الجبل، ويشتمل بذلك على نيل ألبرت ونهر السمليكي. أما الفرع الشرقي فيتجه شمالا مع انحراف بسيط تجاه الشرق عبر تنجانيقا، وهو في هذا الجزء أحيانا غير واضح المعالم والحدود، ويكمل مساره شمالا في كينيا وإثيوبيا حتى البحر الأحمر، ويشتمل على مجموعة من البحيرات الصغيرة مثل بحيرة نيفاشا وناكورو وبارينجو، وهو في كينيا محدد جدا، وتمتد حوافه شرقا وغربا في شكل هضاب عالية ترتفع فوقها جبال عالية مثل كينيا إلجن، ويحتوي الأخدود على بحيرة رودلف في شمال كينيا، ثم يأخذ الأخدود عدة اتجاهات مختلفة إلى الشمال والشمال الشرقي، وهو بذلك يقسم كتلة الحبشة إلى الهضبة الجنوبية الشرقية التي تسمى هضبة الصومال، والهضبة الشمالية الغربية والتي يطلق عليها فعلا هضبة الحبشة.
ويحتوي الأخدود في هذا المسار على مجموعة من البحيرات الصغيرة مثل شالا وزفاي ومعظم وادي نهر هواش.
وعند درجة العرض العاشرة يتفرع الأخدود مرة أخرى إلى فرعين ويغير اتجاهه، وربما كان السبب في ذلك راجع إلى وجود كتلة قديمة من صخور شديدة الصلابة استطاعت مقاومة الانكسار وتحملت الانزلاقات الأرضية، هذه هي هضبة الدناكل.
Halaman tidak diketahui