Ifriqiya: Kajian Terhadap Unsur Benua
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
Genre-genre
وفي شرق أفريقيا بدأت مجهودات الألمان بأطماع وأطماح كبار التجار والكشافين، وقد كان للدكتور كارل بيترز - الكشاف الألماني - دور هام في شرق أفريقيا، وكانت زنجبار، المحمية الألمانية، قد أصبحت في 1884 محمية إنجليزية. في 1884 أسس بيترز «جمعية الاستعمار الألمانية» بذلك حصل على واسطة تبرر غايته في إنشاء إمبراطورية ألمانية في شرق أفريقيا، بدون مساعدة الحكومة الألمانية في بادئ الأمر، وقام بيترز بعقد عدة معاهدات مع زعماء داخلية شرق أفريقيا. وفي 1885 وضع بسمارك شرق أفريقيا الألمانية تحت حماية الدولة، وعلى غرار ما حدث دائما في أفريقيا، عقد اتفاق عام 1886 مع بريطانيا بالأصالة عن سلطان زنجبار، أكدت فيه بريطانيا وألمانيا أن ساحل تنجانيقا ملكا للسلطان، ولكن حدود تنجانيقا لم تخطط إلا في معاهدة هلجولاند-زنجبار عام 1890 بين بريطانيا وألمانيا.
وبعد أن استقرت إمبراطورية ألمانيا الأفريقية بعض الوقت عصفت بها أحداث الحرب العالمية الأولى؛ ففي معاهدة فرساي 1919 تنازلت ألمانيا عن كل مستعمراتها، فقسمت توجولاند بين بريطانيا وفرنسا، واستولت بريطانيا على الكمرون الغربي، وتركت لفرنسا نصيب الأسد من الكمرون، وفي شرق أفريقيا انتدبت بريطانيا لحكم تنجانيقا بينما اقتطعت منها منطقة صغيرة في الشمال الغربي - رواندا، أو روندي - لتعطى لبلجيكا ترضية لها، أما جنوب غرب أفريقيا فقد أعطي انتدابا لبريطانيا ثم جنوب أفريقيا.
الاستعمار البلجيكي
إن تاريخ الكنغو - المستعمرة البلجيكية الوحيدة - لهو تاريخ عجيب في بدايته ونهايته معا، لقد اكتشفه شخصان ليس لهما شأن ببلجيكا، الأول: المبشر والطبيب الإنجليزي دافيد لفنجستون، والثاني: المغامر الأمريكي هنري مورتون ستانلي. وفي عام 1876 أنشأ ليوبولد الثاني، ملك بلجيكا، جمعية أسماها «الجمعية الأفريقية الدولية»، وقام ستانلي بوضع أول بذرة في تكوين مستعمرة الكنغو بأن عقد - بالأصالة عن ليوبولد - عدة معاهدات مع عدد من الزعماء القبليين داخل حوض الكنغو، وما إن تم ذلك حتى قامت البرتغال، صاحبة الحق في الأراضي المحيطة بمصب الكنغو، بتقديم احتجاج شديد لدى ليوبولد، وأيدتها إنجلترا في ذلك الموقف ضد «التسلل الليوبولدي»، وكان هذا التأييد بناء على المعاهدة التي عقدتها البرتغال وإنجلترا في 1884 بضمان أملاك كل منهما في أفريقيا، ولو ظلت البرتغال على موقفها فإن ذلك يعني حبس ادعاءات ليوبولد في الكنغو في المنطقة الداخلية فقط دون أن يكون للمستعمرة أي منفذ على المحيط، وكان ذلك هو ما تسعى إليه بريطانيا.
ولكن الظروف ساعدت ليوبولد أكثر مما يتوقع؛ فإن بسمارك «ألمانيا» الذي استغل التوتر الإنجليزي الفرنسي مرة، والتوتر الإنجليزي الروسي مرة لإقامة إمبراطورية ألمانيا في أفريقيا، قد سارع إلى عقد مؤتمر برلين 1884-1885 كمناسبة لتجميع القوى الأوروبية، واستبعاد وعزل بريطانيا، وساعدت فرنسا بسمارك في مساعيه لعقد هذا المؤتمر لبحث مشكلات الاستعمار وعزل بريطانيا. وكانت إحدى ثمرات مؤتمر برلين انعقاد جلسات خاصة سميت «مؤتمر الكنغو» بين ديسمبر 1884 وفبراير 1885، وكانت نتائج هذا المؤتمر رفض مطالب البرتغال وإنجلترا في موضوع مصب الكنغو، وإعلان إنشاء «دولة الكنغو الحرة» تحت حكم ليوبولد. كذلك كان من بين القرارات حرية التجارة والملاحة داخل الكنغو لكل الدول الموقعة على قرارات المؤتمر، وفي حالة الحرب تعتبر منطقة وسط أفريقيا - بما فيها الكنغو وشرق أفريقيا البريطانية والألمانية - منطقة محايدة.
وكانت قرارات مؤتمر برلين بمثابة شهادة استثمار منحت ليوبولد حكم بلاد تبلغ مساحتها 70 مرة قدر مساحة بلجيكا حكما فرديا مباشرا، وأساء ليوبولد حكم الكنغو ومنح للشركات من مختلف الجنسيات امتيازات هائلة مقابل أرباح كبيرة لجيبه الخاص، وفرضت الشركات حكم إرهاب لم يكن له نظير في العالم حتى ضج الأوروبيون من فضائح هذا الحكم، مما أدى إلى أن يتنازل ليوبولد - مجبرا - عن دولته عام 1908، لتصبح معروفة باسم مستعمرة الكنغو البلجيكي. وفي عام 1920 اتسعت المستعمرات بانتداب بجليكا على رواندا - أورندي. وحكمت بلجيكا الكنغو على ضوء سياسة وصفتها بأنها سياسة الاب للابن القاصر، بمعنى أن تأخذ بيده تدريجيا لكي يصبح الكنغو - بعد مائة عام على الأقل - قادرا على أن يحكم نفسه، وتطبيقا لهذه السياسة لم تنتشر المدارس إلا بقدر أقل من المحدود ، ولم تكن هناك غير جامعة واحدة عبارة عن فرع من الدراسات شبه العالية تابع لجامعة لوفانيوم في بلجيكا، وكان حصول كنغولي على شهادة الدراسة الابتدائية، يعد حدا كبيرا من العلم، وكان وصول كنغولي إلى وظيفة كاتب حكومي يعد منتهى ما يجب أن يصل إليه.
ولكن المد القومي في أفريقيا بعد عام 1958 انتشر عبر حدود الكنغو البلجيكي، وفوجئ به البلجيكيون الذين كانوا يحتفلون بالعيد الخمسين لاستعمارهم الكنغو، وهم متأكدون أن أمامهم خمسين سنة أخرى على الأقل ينعمون فيها باستغلال ثروة الكنغو على أكتاف الكنغوليين، وأمام قوة المد القومي انهارت أحلام بلجيكا واستقل الكنغو في 30 يونيو 1960، ولم ترض القوى الغربية أن تتهدد مصالحها الضخمة في الكنغو نتيجة وجود حكومة وطنية كنغولية، وسرعان ما سقط الكنغو - غير المؤهل بكفاءات قيادية أو إدارية - صريع التقسيم والفوضى، خاصة بعد مقتل لومومبا، وأصبحت هناك سلسلة من الانقلابات العسكرية أطاحت بعدة وزارات وبرئيس الجمهورية. وقد استقرت الأمور نسبيا منذ تولي الجنرال موبوتو الحكم في نوفمبر 1965، وفي عام 1972 تغير اسم الدولة من «الكنغو كنشاسا» إلى «زائيري» نسبة إلى اسم مصب الكنغو كما نقله البرتغاليون قديما.
الاستعمار الإيطالي
هذا هو آخر أنواع الاستعمار الذي قدم إلى أفريقيا، ولكنه لم يطل البقاء كثيرا، ولعل سبب تأخر وصول إيطاليا إلى أفريقيا رغم قربها الشديد هو حداثة وحدة دولة إيطاليا نسبيا، ومحاولتها احتلال تونس، ولكنها لم تقو على منافسة فرنسا في تونس؛ لهذا اتجهت أعينها إلى الحبشة فاحتلت مصوع عام 1885، وبعد ذلك سارعت بوضع أقدامها في الصومال، وبعد موت يوحنا الثاني ملك الحبشة سنة 1889 في معركته مع المهديين حينما حاول غزو السودان، ثار نزاع كبير في الحبشة على الملك، وحينما تولى منليك الثاني ملك الحبشة بتأييد الإيطاليين، عقد معاهدة أوتشالي 1889 التي بمقتضاها اعترف بسيادة إيطاليا على كل إريتريا. وفي 1894 زحف الإيطاليون إلى السودان فاحتلوا كسلا، وبذلك بدا أن إيطاليا على وشك تكوين إمبراطورية عظيمة في هضبة الحبشة وحوض النيل، ولكن ادعاءات مصر في السودان وتأييد إنجلترا لهذه الادعاءات قد أدت إلى انسحاب إيطاليا من كسلا، وفي الوقت نفسه تقلصت أحلام إيطاليا في الحبشة بعد أن هزمهم الأحباش في موقعة «عدوه» 1896 هزيمة نكراء، وهكذا قبعت إيطاليا في إريتريا والصومال مؤقتا.
ولتعويض هذا الانكماش في التوسع الاستعماري، حولت إيطاليا أنظارها إلى شمال أفريقيا، وباتفاقها مع فرنسا هاجمت ليبيا عام 1911، واستمر القتال مع الليبيين القليلي العدد إلى عام 1912، وبذلك انسلخت آخر ممتلكات العثمانيين في أفريقيا.
Halaman tidak diketahui