Ifriqiya: Kajian Terhadap Unsur Benua
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
Genre-genre
ويشتمل نطاق التصريف السطحي الطارئ على الإقليم الصحراوي، فحينما تسقط أمطار مفاجئة تسير أجزاء منها على السطح في شكل سيول، والغالب أن تتخذ هذه السيول من مسار الأودية الجافة مجاري لها لفترة محدودة، وكلما كانت الصخور التي شقت فيها الأودية الجافة قليلة المسامية، كلما سمحت للماء أن يبقى مدة أطول إلى أن يتبخر، كما أنها تؤدي أيضا إلى مسار الماء السطحي في شكل سيول جارفة عنيفة قد تؤدي إلى غرق أشخاص وحيوان كثير إذا فوجئ باندفاع السيل العارم.
وفي داخل نطاق التصريف السطحي الطارئ نجد منطقتين استثنائيتين يسير فيهما تصريف نهري دائم أو شبه دائم، هاتان هما منطقتا النيل الأدنى والأورنج الأدنى، وسبب ذلك راجع إلى أن مصادر مياه هذين النهرين خارجة تماما عن النطاق الجاف. (3) موجز عن الأنهار الرئيسية
النيل
1
أطول أنهار أفريقيا وثاني أنهار العالم طولا بعد المسيسبي؛ إذ يبلغ طوله 6671 كيلومترا، ولكن مساحة حوضه أصغر بقليل من مساحة حوض الكنغو؛ وذلك لأن حوض النيل وإن كان متسعا في الجنوب، إلا أنه يضيق في قسمه الأوسط ويضيق جدا في قسمه الشمالي، ومع ذلك فالحوض عظيم المساحة؛ إذ يبلغ أكثر قليلا من ثلاثة ملايين من الكيلومترات المربعة.
وحدود حوض النيل طويلة، فهي تبدأ من جنوب بحيرة فكتوريا عند درجة عرض 4 جنوب خط الاستواء، وتدخل معظم هضبة البحيرات داخل حدود الحوض، كما يشمل الحوض أيضا القسم الشمالي من الأخدود الغربي مبتدئا من سلسلة جبال فيرونجا (موفمبرو) البركانية، وتمتد حدود الحوض في الشرق مع الحافة الغربية للأخدود الشرقي، مما يؤدي إلى دخول الهضبة الشمالية الغربية الحبشية في حوض النيل، فأعطت الروافد الحبشية للنيل القدرة على السير شمالا واختراق الصحراء الليبية إلى البحر، وبالتالي أنقذت النيل من مصير الأنهار ذات التصريف الداخلي كنهر شاري المجاور. ويدخل في حوض النيل أيضا كل السودان ما عدا القسم الغربي من هضبة دارفور، وحدود الحوض إلى الشمال من دارفور غامضة؛ لأن المنطقة إلى البحر المتوسط صحراء قاحلة لا توجد فيها من نظم التصريف ما يظهر الحدود الحقيقية، والأغلب أن الحدود هنا تمتد من دارفور إلى البحر في خط متجه إلى الشمال الشرقي، يقترب من النيل وينتهي عند الإسكندرية على وجه التقريب. أما الحد الشرقي للحوض فهو واضح تماما؛ إذ يمتد مع حافة جبال البحر الأحمر من السويس إلى إريتريا، ومع حافة الأخدود حتى هضبة البحيرات.
ينبع النيل من درجة العرض 4 جنوبا، وتنتهي الدلتا عند درجة العرض 30
31° شمالا - أي إن النيل يخترق أكثر من 35 درجة عرضية، وهذه ظاهرة فريدة قلما كان لها مثيل في أنهار أخرى، وقد ترتب عليها امتداد أقاليم طبيعية مختلفة في الحوض، من النطاق الاستوائي في الجنوب إلى حافة النطاق المعتدل (إقليم البحر المتوسط) في الشمال، مارا بأقاليم السفانا المختلفة، والإقليم الصحراوي، كما أنه بذلك ربط دولا عديدة تمتد من شرق أفريقيا إلى شمالها الشرقي: تانزانيا، بوروندي، رواندا، الكنغو، كينيا، أوغندا، إثيوبيا، السودان، والجمهورية العربية المتحدة.
وتعد منابع نهر كاجيرا في دولتي رواندا وبوروندي هي المنابع الحقيقية للنهر، ويتكون نهر كاجيرا - الذي ينصف مصبه الساحل الغربي لبحيرة فكتوريا - من رافدين أساسيين هما: روفوفو ونيافارونجو.
وينبع روفوفو - وهو الرافد الجنوبي الأقصى للنيل - عند درجة عرض 4 جنوب خط الاستواء من الحافة الشرقية للأخدود الغربي في دولة بوروندي، ولا يفصله عن شمال شرق بحيرة تنجانيقا سوى 50 كيلومترا، ويتجه روفوفو إلى الشمال الشرقي حتى يلتقي بنيافارونجو قرب نقطة التقاء حدود بوروندي وتانزانيا ورواندا. وينبع نيافارونجو من حافة الأخدود الغربي أيضا في داخل في داخل دولة رواندا، وليس بعيدا عن شواطئ بحيرة كيفو، ولكنه على عكس روفوفو، لا يتخذ مسارا بسيطا، بل يتجه شمالا ثم جنوبا بشرق، ثم شرقا حتى يلتقي بروفوفو، وبعد ذلك يتجه النهران معا إلى الشمال باسم نهر كاجيرا، ثم ينحرف النهر بشدة إلى الشرق ويتعرج مجراه في اتجاهات مختلفة، ولكن النهر عامة يواصل سيره شرقا حتى مصبه في بحيرة فكتوريا.
Halaman tidak diketahui