مقتله رضي الله عنه ومبلغ عمره وموضع قبره
اجتمع عليه الجيوش الذين أنفذهم نصر بن سيار لقتاله بالجوزجان؛ فقاتلهم عليه السلام ثلاثة أيام ولياليها أشد القتال، حتى قتل أصحابه وأتته نشابة في جبهته، رماه رجل من موالي عنزة يقال له: عيسى لعنه الله ، ووجده سورة بن محمد الكندي قتيلا، فحز رأسه وحمله إلى مراون الحمار.
وكان قتله رضي الله عنه ولعن قاتله في شهر رمضان عشية الجمعة سنة ست وعشرين ومائة، وقيل: سنة خمس، وصلب بدنه على باب مدينة الجوزجان.
وكان له صلوات الله عليه يوم قتل ثمان وعشرون سنة، وعرض عليه أن يتزوج فكان يقول: هيهات وأبو الحسين مصلوبا بكناسة الكوفة ولم أطلب بثأره.
ولم يزل صلوات الله عليه مصلوبا إلى أن ظهر أبو مسلم الخراساني، فأنزله وغسله وكفنه ودفن ب(أنبير)، وقيل في قرية تقابلها، ومشهده معروف بالجوزجان مزور.
وتتبع أبو مسلم قتلته فقتل أكثرهم، وأخذ الرجلين الذين رماه أحدهما وحز رأسه الآخر، فقطع أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما وأمر بتسويد الثياب وأن يناح عليه سبعة أيام، وروي أن في تلك السنة ما ولد ولد ذكر بخراسان إلا سمي يحيى، إعظاما له عليه السلام.
Halaman 54