Ifadah dalam Sejarah Imam-Imam
الإفادة في تاريخ أئمة السادة
Genre-genre
وبلغ من تعظيمه له أن أبا الحسن بن أبي الطيب الموسوي وكان رئيس علوية بغداد ومن أغنيائهم ومقدميهم كان تظلم إليه رضي الله عنه منه متظلم، فأحضره مجلسه وزجره ونهاه عن ظلم من كان يظلمه، فأوحشه بكلمة، فأمر أن يجر برجله وحبسه في داره، فبلغه أن الوزير المهلبي قد أومى إلى إنكار ما جرى عليه، وأنه يريد أن يتشفع في أمره، فغضب من ذلك واحتد وركب إلى دار معز الدولة في نصف النهار، وهو وقت لم تجر العادة بدخول دار السلطان في مثله والتعرض للقائه، وكان معز الدولة في الخيش متبذلا، فقيل له قد حضر أبو عبد الله بن الداعي، فانزعج لحضوره في ذلك الوقت، وراسله وتعرف الحال في سبب مجيئه في ذلك الوقت فذكر قصة أبي الحسن بن أبي الطيب، وعاد الرسول إلى معز الدولة وعرفه ما ذكر، فأنفذ إليه بأني قدرت لما ذكر لي حضورك في مثل هذا الوقت إنك حضرت لشكاية إبني بختيار، ومن ابن أبي الطيب حتى تحوج أنت إلى تجشم شكايته إلي وأنت ملك أمره محكم فيه بكل ما تريده من ضرب وحبس وغيره من جيمع أنواع العقوبة، ولكن بعد ما شكوته إلى فعقوبته عندي نفيه إلى عمان، واستدعى في الوقت ابن الزطي صاحب الشرطة، وتقدم إليه بأن يقعده في زورق مقيدا موكلا به ويحدره إلى البصرة، وبأن يكتب إلى عامل البصرة بإنفاذه إلى عمان، ثم تشفع إليه رضي الله عنه في العفو عنه فعفى، وكان معروفا بسلامة الصدر وحسن الرجوع، على حدة مفرطة كانت به، ثم يرجع أحسن رجوع.
وكان كثير البكاء من خشية الله تعالى، سريع الدمع مقربا للصالحين وأهل الخير، شديدا على الفساق وأهل الفساد، وكان حسن الشيبة منور الوجه إلى السمن ما هو.
Halaman 139