Idah Fi Sharh Misbah
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Genre-genre
وأما قولهم: أنهم أهل السنة والجماعة فإنهم لم يعرفوا معنى هذين اللفظين، فإن معنى السنة والمراد بها سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والمراد بالجماعة ما كان عليه أهل الحق في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يوجد في المجبرة التحلي بصفات سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وأهل الحق، وإنما تحلى بذلك أهل البيت عليهم السلام ومن وافقهم. بيان ذلك: أنهم يدينون بأن الله عدل حكيم وعلى ذلك انعقد إجماع الصحابة وإجماع الأمة وأهل البيت عليهم السلام ثابتون على ذلك بخلافهم وذلك لأن عندنا أنه تعالى لا يخلق القبائح ولا يقضي بها، وهم يقولون بأن كل ما وجد في الدنيا من ظلم وعدوان وزور وبهتان وسفه وعبث وجور وأمر بباطل ونهي عن واجب وحسن وتخريب المساجد وقتل الأنبياء والأوصياء والأئمة والأولياء والأطفال فإن ذلك كله من الله عز وجل لا شريك له في صنعه وأنه الذي تفرد بابتداعه وإنشاءه واختراعه وأنه يرضى بذلك كله ويحبه ويشاءه، ومعلوم أن من فعل ذلك لا يكون حكيما ولا عدلا، فإذا كنا ننفي عن الله هذه القبائح كنا على السنة والجماعة وإذا كانوا يضيفونها إلى الله تعالى لم يكونوا كذلك، لأنا قد علمنا أن من السنة تنزيه الله تعالى عن القبائح وتقديسه عن الفضائح، فأين هم من السنة والجماعة، فصح أنهم للسنة مفارقون وعن الجماعة نازحون.
Halaman 333