Idah Fi Sharh Misbah
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Genre-genre
قالت له النفس إني لا أرى طمعا وإن مولاك لم يسلم ولم يصد ومالك الرق قال تعالى{وهو كل على مولاه}(النحل:76) أي مالك رقه، ويستعمل في المنعم المسلم على يديه عند الدعاء إلى الإسلام.وإذا ثبت اشتراك لفظة مولى بين هذه المعاني ومن جملتها مالك التصرف أفاد معنى الإمامة قطعا على قواعد كل مذهب، أما على قواعد أئمتنا عليهم السلام والجمهور فظاهر، وأما على قواعد غيرهم فقد أجمعوا على أن المشترك يحمل على أحد معانيه إن دلت عليه قرينة، ومعنى الإمامة قد دلت عليه قرينة وهي قوله صلى الله عليه وآله وسلم:(ألست أولى بكم من أنفسكم لا أمر لكم معي) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في آخره:(وانصر من نصره واخذل من خذله) وبعض أصحابنا المتأخرين قال: أنه قد صار الملك للتصرف غالبا عليها بعرف الاستعمال لسبق الفهم عرفا عند أن يقال فلان مولى القوم أي مالك التصرف، وملك التصرف هو معنى الإمامة لما قدمنا أنا لا نعني بقولنا إمام إلا أنه مالك التصرف وقد عرف من هذا التقرير أنه يستدل بهذا الخبر على إمامته عليه السلام من وجوه أربعة:
الأول: أن المولى لفظة مشتركة في الأصل إلا أنه صار الغالب عليها في العرف هو المالك للتصرف فيجب أن تحمل عليه.
الثاني: أنه باق على الاشتراك لكن في الخبر قرينة لفظية وهو قول صلى الله عليه وآله وسلم:(ألست أولى بكم من أنفسكم) فإنها تدل على أن المراد بالمولى هو المالك للتصرف.
الثالث: أن فيه قرينة معنوية وهو أن ماعدا المالك للتصرف لا تصح إرادته إما لأنه مستحيل كما في المعتق أو لأنه معلوم ككونه ابن عمه ومحبه وناصره فتعين أن يكون المراد هو المالك للتصرف.
الرابع: أنا وإن سلمنا أن لا قرينة فإنه يجب الحمل على كل المعاني الصحيحة دون ما لا يصح كالمعتق.
Halaman 270