Idah Fi Sharh Misbah
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Genre-genre
فإن قيل: إن يأجوج ومأجوج بيننا وبينهم الردم وهم من الناس فكيف يكون الاتصال بهم للتبليغ.
قلنا: ذكر الدواري في الجواب ما لفظه، ذكر في المحيط لابن متويه انتهى ولم يذكر بعد ذلك شيئا، وفي التهذيب للحاكم يحتمل أن يكونوا غير مكلفين، ويحتمل أنها لم تبلغهم دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعدم الإمكان، ويحتمل أن الذين يتداولون الردم سمعوا ذلك فيكونون مكلفين به. قلت: وعموم الأدلة تقضي بذلك إذ هو مرسل إلى الثقلين الجن والإنس وهم من الإنس.
الثانية في طريق النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى معرفة نبؤة نفسه هو خبر جبريل مثلا، لكن لابد أن يظهر معجز على يدي جبريل يدل على صدقه، وأما جبريل فطريق معرفته لرسالة نفسه هو سماع كلام من رب العزة بخلقه في جسم ويقرنه بما يدل على أنه ليس من كلام غير الله تعالى حتى يعلم ذلك جبريل (عليه السلام) يقينا لاشك فيه بوجه أصلا.
الثالثة في فضل الملائكة على الأنبياء وفضل نبيئنا خاصة على سائر الأنبياء. أما فضل الملائكة على الأنبياء فذلك مختلف فيه. فعند أئمتنا عليهم السلام ومن وافقهم من المعتزلة وغيرهم أن الملائكة أفضل من الأنبياء ومعنى ذلك أن ثواب أدنى الملائكة لا يساويه ثواب أفضل الأنبياء. وقالت الأشعرية: بل الأنبياء أفضل.
Halaman 213