124

Penjelasan

الإيضاح (ج1) لعامر الشماخي

Genre-genre

Fikah

وقال الله تبارك وتعالى: { وأنزلنا من السماء ماء طهورا }([7]) ولا فرق بينهما والله أعلم. والثاني من المياه المضاف إلى شيء واقع فيه، والواقع فيه على وجهين إما نجس يسلبه حكم الطهر والتطهير جميعا، وإما طاهر يسلبه حكم التطهر فقط. اتفق العلماء في الماء إذا خالطته نجاسة وغيرت أوصافه أنه نجس، واختلفوا إذا غيرت إحدى أوصافه، قال بعضهم: نجس، وقال آخرون: حتى تجتمع الأوصاف الثلاثة، وأصل الاختلاف ما روي من طريق ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غير لونه أو طعمه أو رائحته ) ([8]). وبعضهم يقول: إلا ما غير لونه وطعمه ورائحته، والأول أصح عندي والله أعلم.

واختلفوا أيضا إذا خالطته نجاسة ولم تغير أحد أوصافه، قال بعضهم: هو طاهر سواء كان الكلام قيلا أو كثيرا، وفرق قوم بين القليل والكثير، فقال: القليل نجس والكثير طاهر، وقال آخرون: القليل مكروه والكثير طاهر، وبضعهم لم يعتبر في ماء العيون الكثرة إذا كان راكدا، وقال: هو نجس وإن لم يتغير أحد أوصافه والأصل في هذا الاختلاف تعارض الأحاديث الواردة في ذلك والله أعلم. وذلك أن حديث ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم( الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غير لونه أو طعمه أو رائحته ) يدل على أن قليل الماء وكثيره سواء لا ينجسه شيء إلا ما غير أحد أوصافه.

Halaman 125