Pengakuan: Sebuah Kisah Jiwa
الاعتراف: وهو قصة نفس
Genre-genre
ولا غرابة في ذلك، فإن المرء لا بد أن يعدل في عمره ساعات الإلهام النادرة الثمينة، بأيام طويلة من أيام البلادة والغباء، فإن محامد المرء ومواهبه محسوبة عليه في حياته. ومن أجل هذا المد والجزر الذي أراه في النفس؛ يخيل لي أن روح الإنسان آلة تمر عليها من الطبيعة روح تحركها فتجود تلك الآلة بأنغام المعاني، ثم تركد هذه الروح فتبقى الآلة خرساء لا تجود بالنغم، كذلك الأغصان تهب عليها الرياح فتئن فيها أنينها، وتطلق فيها من أنغام الحفيف ما يستهوي السمع، فإذا ركدت الريح بقيت الغصون خرساء ليس بها من نغم.
الأبد في دقيقة
آه لو أمكن أن أعيش الأبد في دقيقة واحدة، فأحس كل إحساس، وأفكر كل تفكير، وتخطر على ذهني كل الخواطر، وأجتبي كل المعاني، وألتذ كل اللذات، وأتألم كل الآلام، وأحب كل الحب، وأحسو كئوس العواطف، فلا أترك بها سؤرا، وأتخيل كل تخيل، وأجني ثمار الحياة في دقيقة واحدة تكون أجل من الأبد، وأعظم من الخلد. لا أحسب أن نفسي ترضى بلذة غير هذه اللذة، التي تجمع بين لذات الأبد وآلامه في دقيقة واحدة.
إن نفسي لتحس قيود الضرورة وتتألم منها كما يتألم الأسد المكبل، وتريد أن تصدع عنها أغلالها وأن تعيش حرة، ولكنها بالرغم من ذلك، تعرف أن ذلك أمر لا يكون؛ فإنه لا يصدع عن النفس قيود الطبيعة إلا الموت.
ما أروع أن تكون حياة المرء عاصفة تجتلى فيها لذات التفكير والتخيل! عاصفة تهيج ساعة ملؤها اللذة والجنون، ساعة ينال المرء فيها كل ما خطر بباله، أو حن إليه قلبه أو جن به لبه، ساعة تكبر فيها النفس حتى تملأ الفضاء، ساعة تفني فيها النفس لذات هذا الوجود، ثم لا تشبع فتخلس لذات كل وجود، إن كان هناك وجود غير هذا الوجود. ثم لا تشبع فتخلس لذات كل وجود يمكن وجوده فيما يستقبل من الزمن، ثم لا يشبعها ما تناله فتخلس لذات الفردوس، وكل فردوس يتصوره الخيال. ساعة تعظم فيها النفس حتى تملأ الأبد. ساعة لا يبالي فيها المرء الأقدار والأخطار، ولا الموت والفناء. ساعة تصعد فيها النفس حتى تسامر الأفلاك. ساعة يعظم فيها المرء حتى يكاد يلمس النجوم قاعدا.
جنون الأماني
آه من لي بساعة أقف فيها بين الحياة والموت، بين البقاء والفناء، تكتنفني الأقدار والخطوب وأنا قوي العضد، قوي القلب، قوي النفس، قوي الإيمان بنفسي، لا أبالي الأقدار والأخطار! من لي بساعة ألهو فيها بالفناء والموت ، وأسخر فيها من الحوادث والمصائب، وأهزأ فيها بالسماء والأرض وما بينهما! من لي بساعة أحمل فيها روحي في يدي كالرمح أرمي بها كل مرمى، وأطعن بها كل مطعن! من لي بساعة أصافح فيها الحياة بيد والحمام بيد، وأنا قوي مثل الحياة، قوي مثل الممات، مستقل عن الحياة والممات، أهزأ بالحياة وأهزأ بالممات ... آه، هذه أماني مجنون.
الضاحك الباكي
إن الحياة عندي ضحكة وبكاء، فأنا كثير الضحك كثير البكاء. فتارة أضحك وأنا أبكي، وتارة أبكي وأنا أضحك، وتارة أضحك وأنا حزين، يكاد ينفطر قلبي من الجوى، وتارة أبكي وأنا جذلان مسرور. تارة أحس قلبي يتقطع من الحزن، فأذكر قصة مضحكة أو فكاهة لطيفة، فأضحك حتى أقهقه، فإذا فرغت من القهقهة رجعت إلى ما كنت فيه من الحزن والبكاء. وتارة أكاد أطير وأرقص من الجذل والفرح، فأذكر حادثا مؤلما أو قصة محزنة أو منظرا من مناظر الشقاء فأبكي بكاء مرا.
إني لأبكي عند رؤية غروب الشمس، وعند شروقها، وعند رؤية الجمال المفرط. وأبكي عند قراءة قصيدة مؤثرة، وعند رؤية الرسم الجميل والألحان الرقيقة. وأبكي عند الغضب، وأبكي عند الرضا، وأبكي عند الفرح، وأبكي عند الحزن. وأبكي عند سماع قصة مؤثرة، أو رؤية منظر من مناظر الشقاء، أو منظر من مناظر الجلال والروعة.
Halaman tidak diketahui