ما أبغض الله، أو [أبغض] (١) ما أحب الله فقد كفر، وقد قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ [المائدة: ٥٤]، وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران: ٣١].
وروى البخاري ومسلم من رواية أنسٍ ﵁ عن النبي ﷺ قال: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن (٢) أنقذه الله منه؛ كما يكره أن يلقى (٣) في النار" (٤).
ومعلوم أن حب الله ورسوله واجب على جميع الوجوه، فمن أحب كلام الله تعالى وسنة رسوله ﷺ والقائمين بهما على وفقهما من غير تبديل، ولا تغيير، ولا تحريف، ولا تصحيف في لفظهما ومعانيهما، فقد أحب الله ورسوله، ومن أبغضهم (٥) فقد أبغض الله ورسوله، ومن حرّف، أو بدّل، أو غيّر، أو صحّف، فقد افترى على الله ورسوله، خصوصًا إن كان عامدًا لذلك، معتقدًا حلَّه، فإنه يكون كافرًا [مرتدًا] (٦) بلا شكٍّ، وإن لم يكن معتقدًا حلّه لكنه عامدٌ معاندٌ، كان إثمه شديدًا، وعقابه مزيدًا.
(١) في (ص): (بغض)، وفي (ظ) و(ن) ما أثبته.
(٢) في (ظ) و(ن): (إذ).
(٣) في (ظ) و(ن): (يقذف).
(٤) أخرجه البخاري في الإيمان، باب حلاوة الإيمان (١/ ٦٠) رقم (١٦)، ومسلم في الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان (١/ ٦٦) رقم (٤٣) من حديث أنس بنحوه.
(٥) أي: أبغض القائمين بها.
(٦) في (ظ) و(ن) وليست في (ص).