Ictibar
الإعتبار وسلوة العارفين
* وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في خطبته: لا ترتابوا فتشكوا، ولا تشكوا فتكفروا، ولا ترخصوا أنفسكم فتداهنوا، ولا تداهنوا في الحق فتخسروا، إن من الحزم أن تتفقهوا، وإن من الفقه أن لا تغروا، وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه، وإن أغشكم لنفسه أعصاكم لربه، من يطع الله يأمن ويرشد، ومن يعصه يخب ويندم، سلوا الله اليقين، وارغبوا إليه في العاقبة أنتم بخير ما دام في القلوب اليقين، أيها الناس إياكم والكذب، فإن كل راج طالب، وكل خائف هارب.
* وفي بعض مواعظ أهل البيت عليهم السلام أن رجلا أتى أمير المؤمنين في مقامه فقال: ما أحسن ذل الأغنياء على الفقراء رجاء ثواب الله وأحسن من ذلك تيه الفقراء عزا بالله فقال: فقلت: زدني فأخرج يده فإذا فيها مكتوب:
قد كنت ميتا فصرت حيا .... فعن قليل تعود ميتا
ابن بدار الفناء بيتا .... ترج بدار البقاء بيتا
* قال أمير المؤمنين عليه السلام في مناجاته: اللهم كفى بي عزا أن تكون لي ربا، وكفى بي فخرا أن أكون لك عبدا، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب.
* الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام كان ينشد هذه الأبيات:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها .... إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير كان مغتبطا .... وإن بناها بشر خاب بانيها
فاغرس أصول التقى ما دمت مجتهدا .... واعلم بأنك بعد الموت تجنيها
* ولأمير المؤمنين عليه السلام:
همومك بالعيش مقرونة .... فلن يقطع الدهر إلا بهم
حلاوة دنياك مسمومة .... فلن تأكل الشهد إلا بسم
ملابسك اليوم مذمومة .... فلن تلبس الحمد إلا بذم
إذا كنت في نعمة فارعها .... فإن المعاصي تزيل النعم
إذا تم شيء بدا نقصه .... ترقب زوالا إذا قيل تم
* وعن أمير المؤمنين عليه السلام: ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن: لا يعرف الأخ إلا عند الحاجة، ولا الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا عند اللقاء.
Halaman 445