* محمد بن الحسن، قال: قال أبو إسحاق: شهدت رجلا من إخواني منذ خمسين سنة فلما دفن، وهيل التراب عليه، وتفرق الناس قعدت إلى بعض تلك القبور أتفكر فيما كانوا فيه في الدنيا وفوات ذلك عنهم وانقطاعه فأنشأت أقول:
سلام على أهل القبور الدوارس .... كأنهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة .... ولم يأكلوا من كل رطب ويابس
قال: وغالبتني عيناي فما زلت أبكي ثم قمت وأنا كئيب محزون.
* أبو إسحاق: وكان عبد الله بن عبدالعزيز، لا يرى إلا في المقابر، ولا يخلوا من كتاب حكيم فقيل له في ذلك؟ فقال: لا شيء أوعظ من قبر، ولا صاحب آنس به من كتاب حكيم.
* ابن جعفر قال: سمعت صالح المري يقول: دخلت المقابر نصف النهار فنظرت إلى القبور كأنهم قوم صموت فقلت: سبحان من ينشركم من بعد طول بلى. فهتف بي هاتف: ? ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون?[الروم:25]. قال: فبقيت والله مغشيا علي فأفقت وأنا في حفرة من تلك الحفر.
* أبو السمح الطائي:
إذا ما أهل قبري ودعوني .... وراحوا والأكف بها غبار
وغودر أعظمي رهنا لقبر .... تهاديه الجنائب والقطار
مقيم لا يجاورني صديق .... بأرض لا أزور ولا أزار
فذاك النأي لا الهجران حولا .... وحولا ثم تجتمع الديار
* وكان المسيح عليه السلام إذا مر بدار قد مات أهلها قال: ويح لأصحابك الذين يورثونك كيف لا يعتبرون بإخوانهم الماضين!!!
Halaman 273