لا تأمن الموت في طرف ولا نفس .... وإن تسترت بالحجاب والحرس
واعلم بأن سهام الموت قاصدة .... لكل مدرع منا ومترس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها .... إن السفينة لا تجري على اليبس
فبكى إبراهيم حتى بل كم قميصه.
* لبعضهم:
إذا ما المنايا أخطأتك وصادفت .... حميمك فاعلم أنها ستعود
وإن امرأ ينجو من النار بعدما .... تزود من أعماله لسعيد
* محمد بن الحسن، قال: قال الحسن ذات يوم لإخوانه وكانوا عنده: إنما يتوقع الصحيح داءا يصيبه، والشاب هرما يفنيه، والشيخ موتا يأتيه، إخواني أليس غدا يفارق الروح الجسد؟ فيكون هو المسلوب ماله وولده، الملفوف في كفنه، المنفرد في حفرته، المنسي من قلوب أحبابه الذين كان لهم كده وكدحه، ابن آدم نزل بك الموت فما ترى غاديا ولا رائحا، ولا ترد سلاما، ولا تفهم كلاما، قد اصفر وجهك، وشخص بصرك، وحرج صدرك، ويبس ريقك، واضطربت أوصالك، وقلقت أحشاؤك، والأحبة حولك، ترى ولا تعرف، وتسمع فلا تجيب، أخلفت القصور، وخلت منك الدور، وقضيت في أموالك بعدك الأمور، وصرت معترضا على أعناق الرجال. يسرعون بك الإنطلاق من عمران دارك إلى لحد قبرك، ومن بهاء مجلسك إلى بيت الوحدة والغربة، ثم أتوا مالك فاقتسموه، ومنزلك فسكنوه، وورثت من لا يحمدك، وقدمت على من لا يعذرك، فرحم الله عبدا أخذ من الدنيا صفوا وجعل الهم واحدا بكسرة أكلها، وخرقة لبسها، غير منافس فيه، ولا محسود عليه قد لصق بالأرض تواضعا، مؤديا لفرضه، منتظرا لأمر ربه.
* لبعضهم:
يا غافلا تبدر بالصوت .... لم يأخذ الأهبة للفوت
من لم تزل نعمته قبله .... زال عن النعمة بالموت
* عن الحسن، قال: الموت أشد من ضربة ألف سيف يقعن جميعا، وأشد من طبخ في القدور وقطع بالمناشير.
Halaman 264