Ictibar
الإعتبار وسلوة العارفين
Genre-genre
يمر بي الهلال لهدم عمري .... وأفرح كلما طلع الهلال ألم يأن لك الإنابة والإستقالة والتيقظ؟ لتشمر بالسباق قبل التفاف الساق بالساق، فهناك كشف الغطاء فنجا السابق وهوى الفاسق.
* وعن ابن سماك: يا أخي ، إن الموتى لم يبكوا من الموت ، ولكن بكوا من حسرة فاتتهم، دار لم يتزودوا منها، وحلوا دارا لم يتزودوا لها.
* وعن عمرو بن العاص: لما حضرته الوفاة أخذ يعد سوالفه. ثم قال: نكتسب بعد ذلك بالسلطان وأشياء فلا أدري علي أم لي؟!
* مصنفه: ولو لم يكن عند الموت إلا المغفرة لحق لك أن تهتم لما يدهمك من الحياء من الله تعالى ،إذ أنعم عليك بما لا يعد ،فزرعته إلى مخالفته،فكيف وأنت على مركب الخطر لا تدري إلى النار يؤمر بك أم إلى الجنة ؟
* وبلغني عن سليمان التيمي قال: حضرت عند بعض أصحابي ،وهو يجود بنفسه فرأيت من فرط جزعه ما قلت له: ما هذا الجزع؟ وقد كنت بحمد الله وكنت قال: من أحق بالجزع مني؟ لو جاءتني المغفرة من الله لهمني الحياء منه فيما أفضيت إليه.
* ولما حضر أبا بكر بن المنكدر الموت وحوله الفراء، فجعل يبكي فقال: غفر الله لك، تبكي وترجو أن تكون قد دنى سرورك وراحتك؟ قال: والله ما أبكي إلا مخافة أن أكون أذنبت ذنبا ليس له عندي بال وهو عند الله عظيم: يعني بالبال: الخطر.
* ولما حضرت أبا هريرة الوفاة فبكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: بعد المفازة، وقلة الزاد، وضعف اليقين، وعقبة كؤود، والمهبط منها إلى الجنة أو إلى النار.
* وقيل للحسن عليه السلام: لما حضرته الوفاة وهو يبكي: ما يبكيك؟ قال: أقدم على سيد لم أره، وأسلك طريقا لم أسلكها أخرجوا سريري إلى صحن الدار حتى انظر في ملكوت السموات.
* ولما حضرت أبا عمران الجوني الوفاة بكى. فقيل له: ما يبكيك؟ قال: ذكرت تفريطي.
* وقال أصحاب أبي سليمان الداراني عند موته: أبشر فإنك تقدم على غفور رحيم. قال لهم: ألا تقولون أحذر فإنك تقدم على رب يحاسب بالصغيرة ويعاقب على الكبيرة.
Halaman 243