155

باب الفزع إلى الله عند النوائب والاستعانة به والإفراج عنها

(188) أخبرنا أبو علي عبد الرحمن، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل، أخبرنا مكحول بن الفضل، حدثنا عبد الصمد بن الفضل، أخبرنا ابن بكير، عن الليث، عن قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس، قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (( يا غلام إني معلمك كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، فلو أن الأمة اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا، طويت الصحف، وجفت الأقلام )) .

معنى قوله: لم يقدروا: أي لم يفعلوا. ولم يقع خلاف معلومه فلذلك قال: جفت الأقلام. لأن دلائل العقول دلت على أنه يقدر أحدنا على الإضرار بغيره مع أن المعلوم أنه لا يفعله لأن صحة فعله يجدها أحدنا من نفسه: وهي دلالة كونه قادرا عليه. ولو لم يقدر على الضرر بالغير لم يستحق بتركه الثواب فكيف وهو من أخبار الآحاد.

* وكتب الحجاج إلى محمد بن الحنيفة يوعده سطوته فكتب إليه ابن الحنفية: إن لله تعالى في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة في اللوح، يعز ويذل، ويبتلي ويفرج، ويفعل ما يشاء، فلعل في نظرة منها ما يبتليك بنفسك فتشغل ولا تتفرغ إلي.

(189) ابن سمكة: بسنده إلى الربيع: أن أبا جعفر الدوانيقي غضب على جعفر بن محمد الصادق عليه السلام غضبا ارتبت أن يعطب على يديه. فاستدعاه فلما حصل عنده قال جعفر عليه السلام: مد إلي يدك. وهو يحرك شفتيه يناجي الله تعالى. فقال: وما تعمل بيدي؟ قال: سمعت آبائي، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إذا ما مست الأجساد الأجساد هاجت الأرحام )).

فتركه وخلى عنه. فسأله الربيع عن تحريك شفته؟ فقال: دعوت الله تعالى مستغيثا به منه بكلمات.

Halaman 187