وسمعتُ أبا علي النحوي يقول: اسم الله تعالى مشتق من تألُّهِ الخَلق إليه، أي فقرهم وحاجتهم إليه. وقال آخرون في قوله تعالى: (وإلهكم إله واحد لا إله هو الرحمن الرحيم) إن الألوهية اعتباد الخلق، أي الذي يستحق أن يعبد معبود واحدٌ؛ لأنَّ الذين تعبدون خلق مثلكم من خلق إلهكم. والواحد الذي لا مثلَ له ولا [شبيه] له، كما تقول: فلان واحد في الناس. وقال آخرون: معنى الوحدانية انفرادُه عن الأشياء كلها غير داخل في الأشياء جل الله وعلا.
•"الرحمن الرحيم": جران صفتان لله تعالى، علامة جرهما كسرة النون والميم. وشددت الراء فيهما لأنك قلبت من اللام راء وأدغمت الراء في الراء. فإن سأل سائل فقال: إنما أدغمت [اللام في الراء لقرب المخرجين، فهل يجوز إدغام] الراء في اللام نحو «استغفر لهم»؟ فقل لا؛ وذلك أن سيبويه وغيره من البصريين لا يجيزون إدغام الراء في اللام نحو اخترليطة؛ لأن الراء حرف فيه تكرير، فكأنه إذا أدغمه فقد أدغم حرفًا مشددًا نحو "مس سقر"، و"أحل لكم ما وراء ذلكم" وإدغام المشدد فيما بعده خطأ بإجماع. فأما ما رواه اليزيدي عن أبي عمرو: «استغفر لهم»، «واصطبر لعبادته» و[نحو ذلك]، فكان ابن مجاهد يضعفه لرداءته
1 / 12